هن فتيات أربع رمز للبراءة، لم تلوثهن الحياة بعد، تجمعهن الصداقة منذ أن كانت أعمارهن أربع سنوات وأشهرا قليلة، تجمعهن مدرسة واحدة «كلية رمسيس الجديدة» واحدة من أعرق المدارس التابعة رسميا للكنيسة الإنجيلية والتابعة وجدانيا إلى مصر الوطن بتاريخه الذى لم يفرق بين المصريين مهما كان دينهم، متخذة من ملكها العظيم رمسيس اسما لها، ليكون راعيا لأبنائه جميعا لا يفرق بين مسلم ومسيحى داخل أسواره.
تتجاور الفتيات معا فى الفصل المدرسى، يتحاورن ويضحكن ويلعبن معا يتبادلن الأطعمة فى حب، لا يعرفن سوى الصداقة بمفهومها السامى والراقى، لا يفترقن فقط إلا فى حصة التربية الدينية، هن يستوعبن ذلك ويعرفن جيدا أن لحنين دينا غير دينهن -ولكنه دين يعز الأقباط ويحترمهم ويجلهم- ولا يسألن بعضهن كثيرا عن العبادات فى كل دين، وإن حدث ذلك فمن باب الفضول ورغبة فى معرفة الآخر، وهذا شىء جيد ويقربهن أكثر وأكثر، ويركز المعلمون والمعلمات فى مدرستهن على أنهن أخوات يعيشن فى هذا الوطن، يتعلمن أن الأخلاق هى قانون الحياة، وأن كل الأديان تحث على الأخلاق واحترام الآخر، وذلك هو الهدف من المؤسسات التعليمية التى تحترم الإنسان وتقدره بعيدا بغض النظر عن دينه أو جنسه، يحرص معلموهن على أن يؤكدوا لهن أن الحب هو ناموس الحياة والذى لا خلاف عليه منذ بدء الخليقة، لا يحرضن على العنف أو الكره وهذا هو المفروض، تروى لى حنين يوميا عن مدى حبها لمعلميها وصديقاتها المقربات، وكيف تساوى حزنهن بعد أن هاجرت الصديقة الخامسة فى المجموعة «ماريا جورج» إلى أمريكا، وكيف بدأن جميعهن فى محاولة تتبع أخبارها على الفيس بوك فى محاولة فقط للتواصل بعد أن أبعدتها عنهن أصوات متطرفة ودخيلة على المجتمع المصرى، أصوات لا تعرف شيئا عن سماحة دينها، وما قاله الرسول الكريم فى أقباط مصر «إن الله سيفتح لكم مصر فإذا فتحها عليكم فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم فيهم صهرا وذمة»، هؤلاء من يطلقون على أنفسهم مشايخ ويطلون علينا من كل صوب واتجاه ومن خلال شاشات فضائية أقل ما نستطيع أن نصف بها لغة خطابها بالمتطرفة، حيث لا يدعون سوى للكراهية، ويبعدون عن سماحة الإسلام والرسول الكريم، وكل ما أتمناه أن يبتعد مثل هؤلاء عنا وعن أبنائنا وليتركونا نعيش فى سلام، بعيدا عن أصواتهم النكراء التى لا تعرف سوى أن تحرمنا من حق الحياة ذاته، وعلى الإعلام دور كبير وهو ضرورة تجاهل مثل هذه الأصوات والحرص الشديد على عدم إلقاء الضوء عليهم، أو ترديد ومناقشة سيل الفتاوى، الذى يلقون بها فى وجوهنا يوميا.
كل سنة وماريا وكارول ومريم وحنين ابنتى طيبات وصديقات، لا يفرقهن شىء. مصر هى أنتن فى تمسككن بصداقتكن، وعدم الالتفات لأى تفاهات مصر هى مينا دانيال والشيخ عفت وجيكا، مصر هى أنتن مهما حاولوا التفرقة أو العبث فى المناهج التعليمية، وحذف كل ما يتعلق برموز الاستنارة، أنتن من تصنعن المستقبل، لا تغادرنها ولا تفكرن فى ذلك، فمصر لن تغادركن حتى لو ابتعدتن عنها.. ولا تسمحن لأصحاب تلك الأصوات القبيحة، والعقول الأكثر قبحا أن تفرق أياديكن.. وسرن على خطى معلميكن.. الحب هو الناموس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سعيد انور
معجب
انتى متميزة ودى شهادة منى ليكى
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
لعلمك
عدد الردود 0
بواسطة:
Tony
شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
جيرمين
المحبة لا تسقط أبدا