بشير العدل

التحرير يشهر إسلامه ويدخل فى شريعة الإخوان

الأحد، 13 أكتوبر 2013 03:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محاولات جماعة الإخوان المسلحين، نظرا لحملها السلاح فى مواجهة أبناء بلادى مصر، لدخول ميدان التحرير والتى باءت، وتبوء، بالفشل فى كل مراحلها السابقة والحالية واللاحقة، ذكرتى ببعض الكلمات التى كان يتم إطلاقها من على خشبة مسرح عرائس إشارة رابعة، ومن بينها عبارة لإحدى السيدات الفضليات المختمرات واصفة فيها من كانوا يعتصمون بميدان التحرير بالتزامن مع عروض رابعة قالت فيها بالنص "الله مولانا ومن فى التحرير لا مولى لهم"، وهى الجملة التى لاقت استحسانا وتصفيقا حادين من رواد المسرح، والتى على إثرها رددتها مرة أخرى نزولا على رغبة الجماهير.

لم تكن كلمة عابرة من سيدة، ولكنها كانت تعبيرا صادقا عما يكنه أعضاء الجماعة وأنصارها تجاه من كانوا يرفضون ممارساتهم السيئة تجاه الوطن وأبناء بلادى، كما كانت تمثل حكما بالكفر على ميدان التحرير وعلى من كانوا يعتصمون فيه، فضلا عن الصفات التى كانوا يصفون بها كل من كان فى الميدان أو يرتاده، وحولوه بضلالهم إلى بقعة من بقاع النار والعياذ بالله الغفار، بينما كانت إشارة رابعة فى شريعتهم أفضل وأشرف بقاع الأرض وأن شد الرحال إليها، عند بعضهم، أفضل من شدها إلى الأراضى المقدسة.

اعتبرت أيضا الجماعة أن إشارة رابعة تمثل رمز مايرددونه دائما بثورة الخامس والعشرين من يناير والتى لم يكن لهم بذلك اليوم أى صلة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما كانت أساليب التحايل التى يجيدونها ويوظفونها خدمة لأهدافهم الدنيئة التى لم تعد خافية حتى على كل ذى عين واحدة.

وبعد أن قال الشعب كلمته فى حكم الجماعة المسلحة فى الثلاثين من يونيو، واستمرارا للمواجهة المسلحة من جانبها للدولة والترويع بحق المواطنين، تراجعت الجماعة وحلفاؤها وأعلنوا تصميمهم على دخول ميدان التحرير، واعتبروه رمز الثورة، وأنه من حق كل أبناء الشعب المصرى الذى شارك فى انتفاضة الإطاحة بنظام مبارك الساقط، وبمراوغاتهم وعدم ثباتهم على الموقف، اعتبروا أن دخول الميدان أمر ضرورى فى هذا الوقت وكأنهم أعلنوا أن ميدان التحرير أشهر إسلامه ودخل فى شريعة الإخوان وأنصارها وأن دخوله والاعتصام به أصبح ضرورة قصوى يقتضيها الوضع الراهن، فى حين أنها تمارس الإرهاب والترهيب وتكسير عظام الدولة، وكلها ألعاب مكشوفة، ومحاولات فاشلة من جانب جماعة أعلنت الحرب رسميا على الدولة.

أصبح دخول التحرير الآن شرفا فى شريعة الإخوان، وفرضا ينبغى أداؤه مهما كان الثمن، حتى لو كان على حساب الوطن وحياة أبنائه، بل وحياه البسطاء من المنقادين للجماعة ولسلوكها الذى أكد أنه لا يمت للدين الإسلامى بصلة، وذلك فى إطار ما تروجه الجماعة من أفكار مسمومة لا تبغى من ورائها سوى السلطة والدنيا ولو كان الدين هو الثمن.

الجماعة لا تستحى ابدا من الحق، وتريد الاستمرار فى غيها وبغيها، ولا تريد للوطن استقرارا، ولا للمواطن أمنا، وقد أصبحت الدنيا والسلطة عندها أسمى أمانيها لتكشف عن وجهها القبيح الذى أرادت أن تجمله بالدين الإسلامى السمح الحنيف الذى لا تعرف الجماعة عنه شيئا بل وتعمل على تشويهه وتصدير الفكرة الخاطئ لدى غير العارفين به على أنه دين العنف الذى انتشر بحد السيف.

مواجهة الجماعة وكل من على شاكلتها اصبح ضرورة على الحكومة التى يبدو حتى الآن أنها حكومة "تطييب الخواطر" ومثلها لا يصلح لا للزمان ولا للمكان وعليها أما أن تكون قادرة على مواجهة الإرهاب الذى يكشف عن نفسه بصراحة ووضوح، وأما أن ترحل عن السلطة التنفيذية وتقينا شرورها بعد أن أظهرت الضعف فى مواجهة جماعة مسلحة أشهرت السلاح ومنذ فترة فى وجه المدنيين.

وإذا كانت جماعة الإخوان تظن أنها بإسقاط المزيد من الشهداء والمصابين من أبناء بلادى مصر، سوف تكتسب عطفا دوليا فإنها تكون مذنبة قبل أن تكون مخطئة وهى أمور ليست ببعيدة عن جماعة أصابها عطب الفكر وخلل العقيدة، وتريد تأصيله فى نفوس الكثير من المسالمين فى هذا الوطن فى عملية تحريضية من جانبها على زعزعة استقرار الوطن.

* مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة