هناك فرق بين أن نغضب من هزيمة المنتخب الوطنى المذلة أمام غانا، وأن نلعن برادلى واللاعبين، ونطالب بتسريحهم ليشتغلوا بائعى بطاطا، وبين أن نفرح ونشمت فى الهزيمة على أنها هزيمة الأعداء، أو أن نحمد الله أن الشعب السفيه لم يفرح، أو أن نشجع غانا لأنها مرمطت المنتخب.
الفرق بين الموقفين هو الفارق بين المواطن المصرى الطبيعى الذى أصابه الإحباط، نتيجة استهتار منتخب بلاده، وبين مجموعة من الخونة لا تنتمى لهذا البلد، وتكن له حقدا دفينا، وتتمنى له السوء بدءا من الهزائم الرياضية وحتى أن تجتاحه قوات الناتو لا قدر الله.
الموقف الأول هو رد فعل المصريين الذين شاهدوا مباراة غانا ومصر واحترق دمهم، لكنهم لم يخلعوا جلودهم المصرية، أو يخطر على بالهم أن يشمتوا فى أنفسهم، ببساطة لأنهم ليسوا مجانين أو خونة، أما الموقف الثانى فهو موقف جماعة الإخوان المحظورة، التى تتحين أى فرصة لتعلن أنها ليست فقط غير وطنية وغير مصرية، وإنما جماعة عدوة تعمل مع أى طرف يعادى المصريين وتقف فى أى معسكر ضدهم.
ياساتر يارب، إلى هذه الدرجة وصل العداء بأعضاء الجماعة المحظورة تجاه البلد الذى أنجبهم، واحتضنهم وعلمهم وجعلهم رجالا ونساء، ألهذه الدرجة وصل بهم الحال أن يضعوا أيديهم فى أيدى الصهاينة والأمريكان والأتراك من أصحاب المطامع الاستعمارية الواضحة فى بلادهم؟ بأى منطق يفكر هؤلاء الإخوان الخونة؟
طيب وقاعدين ليه فى البلد ما يروحوا أمريكا وإسرائيل وتركيا وباكستان، أو غيرها من الدول التى تأوى الخلايا الإرهابية، ومن هناك يشجعوا إسرائيل أو يشجعوا غانا، وستصلنا أيضا شماتتهم وحقدهم، لكننا سنعرف أنهم أعداء صرحاء، ولن يطالبوا ساعتها بمسكنة وذلة، أن نعتبرهم مصريين، وأن نسمح لهم بالعودة إلى الحلبة السياسية، وأن يتسللوا إلى البرلمان أو يطالبوا بحصة من الحقائب الوزارية.
المطمئن فى الأمر، أن هؤلاء الخونة كلما أفصحوا عن أنفسهم، تأكد الحدس الشعبى تجاههم، وتراجعت التصورات التى ينادى بها بعض السياسيين من ضرورة المصالحة مع هؤلاء الخونة الإرهابيين.