سليمان شفيق

السيسى بين سندان تهديدات الأمريكان ومطرقة إرهاب الإخوان

الجمعة، 18 أكتوبر 2013 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن سربت المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» خبرا لصحيفة «الموندو» الإسبانية، يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض ترشح السيسى للرئاسة!!أصبح اللعب على المكشوف، وأصبح الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى مرمى نيران الإعلام الغربى، ويذكر أنه قال مؤخرا إن مصر تواجه منصات إعلامية معادية، وعلق على خبر «الموندو» مصدر صحفى إسبانى بالقاهرة: الإخوان وصلوا إلى صحافة الأندلس، فى إشارة إلى شراء التنظيم الدولى لمنصات إعلامية غربية ومنها صفحات فى الجارديان على سبيل المثال، وسبق للكاتب أن ذكر فى موضوع نشر باليوم السابع تحت عنوان: «أسرار صفقات السلاح بين ماكين والشاطر» أن التنظيم الدولى دفع حتى الآن أكثر من مليار دولار لشركات علاقات عامة وصحف ومحطات فضائية فى الغرب.

وأكدت مصادر صحفية روسية للكاتب أن قطر وتركيا شكلت ثلاث لجان عمل مع التنظيم الدولى، فى ثلاث عواصم أوروبية من أجل تكوين منصات إعلامية للهجوم على مصر والسيسى، وأن هؤلاء يربطون بين رغبة جمهور عريض من الرأى العام لترشح السيسى للرئاسة وبين محاولة إثبات أن ثورة 30 يونيو «انقلاب» وأن السيسى عزل مرسى من أجل أن يحل محله!!
كذلك أكدت نفس المصادر أن التنظيم الدولى بمساندة مثلث الشر: «قطر وتركيا ودوائر مخابراتية غربية» قد اشتروا مؤخرا أكثر من 16 منصة إعلامية ما بين صحيفة وموقع إلكترونى وفضائية، وأن تلك المنصات وهذه الدوائر الاستخباراتية هى التى وراء الفيديوهات المفبركة، وأن عملاء بالقاهرة والخارج للأسف من المصريين يعملون فى ذلك التنظيم ومنهم إعلاميون من الإسلاميين هاربون، ورجال أمن وكتاب وصحفيون، وأن كل ذلك سيعلن عنه فى الأسابيع القادمة، ويردد هؤلاء العملاء بأن الولايات المتحدة الأمريكية حذرت السيسى من إقصاء مرسى، والآن تهدده بأنها «أى أمريكا» وإن فوتت له عزل مرسى فلن تسمح له باحتلال مقعده فى الرئاسة!! بالإضافة للجزيرة والجزيرة مباشر، التى اتفقت مع أكثر من 300 فندق فى أكثر من 64 بلدا فى العالم على اشتراك تلك الفنادق بالجزيرة باللغات العربية والإنجليزية.

السيسى بين رغبات محبيه ومخططات أعدائه
نتوقف قليلا أمام رغبات محبى السيسى فى أن يترشح للرئاسة، تلك الرغبة التى تحولت إلى حملة بدأت ملامحها فى الظهور فى الآونة الأخيرة، ووفق ما يتردد أن هناك أكثر من 4 ملايين توقيع، تطالب السيسى بالترشح، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الأعداد فى الأيام القليلة القادمة، وتقريبا لا يوجد من هم ضد السيسى سوى الإخوان والتيارات الإسلامية، وحلفائهم من نفر من الاشتراكيين الثوريين وبعض الليبراليين، وقطاعات من أبناء النظام القديم خاصة أنصار الفريق أحمد شفيق المرشح السابق للرئاسة، الذين يتحدثون فى مجالسهم الخاصة بأن الفريق كان فائزًا وتم تزوير النتائج، وينتظر هؤلاء أن يفجر القضاء المفاجأة ويعلن ذلك.

الساحة السياسية «المدنية» من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، تحاول أن تربط بين إعلان تأييدها للسيسى، وبين حصولها على نصيبها من الكعكة فى السلطتين التشريعية والتنفيذية، معظم قادة أحزاب اليسار أعلنت أنها تؤيد ترشيح السيسى للرئاسة، ومعظم أحزاب جبهة الإنقاذ أكدت على تأييدها للسيسى، وكذلك تبارى وتنافس قادة حزبى المصريين الأحرار، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، حتى بلغت تلك التصريحات 17تصريحاً الاسبوع الماضى، منهم ثلاثة للدكتور أبوالغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، ومثلهم لكل من المهندس نجيب ساويرس الأب الروحى للمصريين الأحرار، وتصريح للدكتور أحمد سعيد رئيس الحزب، وربما تفرد قادة التيار الشعبى: «عبدالحليم قنديل، وجمال فهمى، والفنان خالد يوسف، وعبدالحكيم عبدالناصر وغيرهم» بالإعلان عن تأييدهم وتمنيهم على الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن يترشح، بطريقة لم يجد زعيم التيار ومرشح الثورة السابق للرئاسة، سوى اللحاق بقطار المؤيديين، وأعلن ثلاث مرات أنه فى حالة ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى للرئاسة سوف يتنازل ويؤيده!!
ترى ماذا وراء تلك الحملة المبكرة، التى تقترب من الاستفتاء على الفريق أكثر منه انتخابات؟

منذ 30 يونيو وبروز حركة تمرد، واعتبار البعض أنها التنظيم السياسى للثورة، وللدولة! الأمر الذى يذكرنا بالاتحاد الاشتراكى العربى، ذلك المؤشر، دفع الكثيرين إلى الإسراع بحجز مقاعدهم
فى الدولة الجديدة التى تتأسس، الجميع يريد أن يمتطى جواد الفريق وصولا إلى قمة السلطة السياسية، وهناك أربعة اتجاهات تريد أن ترث الإسلاميين وهم:
أولا: فريق من العسكريين المتقاعدين، الذين أسرعوا بتأسيس أحزاب سياسية، تجمع حولها بعض المخلصين للفكرة، وكثير من الانتهاريين الذين زينوا لهم طريقاً «وهمياً» بأنهم سوف يحوزون على الأغلبية فى البرلمان القادم، ويشكلون الحكومة القادمة، وبالطبع الإيحاء بأنهم حزب السيسى!!
ثانيًا: أحزاب الحركة الوطنية، والوطن، وحزب الحركة الوطنية تأسس واعتمد على الزخم الذى ناله الفريق شفيق بعد الإعادة فى انتخابات الرئاسة، وتجاوزة حاجز الأربعة عشر مليونا، والسلوك المتحضر الذى اتبعه الرجل بعد إعلان النتائج، ولكن غياب الرجل، وتنافس رجاله على القيادة جعل أغلب الشخصيات العامة تهرع من الحزب إلى الحركة، ثم إعلان حل الحركة، وابتعاد د. سعد الدين إبراهيم ومعظم هذه الشخصيات العامة، وارتفاع معدلات الشباب والقيادات الوسيطة، وتناحر المصالح، جعلت شعبية الحزب تتقهقر، لكن الحزب ما زال يحتفظ بقوة رجال النظام المباركى الذين يمتلكون مفاتيح إعلامية وسلطوية مهمة حتى الآن.

أما حزب الوطن فقد فقد رونقه بعد ابتعاد د. عمرو موسى، ولكن الحزب ما زال يمتلك بعض أبناء العائلات القوية النفوذ الانتخابى.

ثالثا: أحزاب اليسار، وأغلبها كالعادة أدمنت الانشقاق، ولم يبق حزب له قوام اجتماعى سوى التجمع، الذى لا زال يمتلك عددا من القيادات النقابية والعمالية التى تؤهله للفوز ببعض المقاعد التى لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، وهناك اتجاه للتوحد ما بين التجمع والحزب الشيوعى «معظم أعضاء الحزب الشيوعى أعضاء فى التجمع»، وكذلك هناك تقارب ملحوظ بين التجمع والحزب الاشتراكى، أما حزب التحالف الاشتراكى، لازال حتى الآن يعيش حالة البناء، وتتضارب فى داخله مكوناته، من الاشتراكيين الثوريين يسارا وحتى يسار الوسط، ويتماسك الحزب حتى الآن لوجود قيادات تاريخية مثل عبدالغفار شكر.

رابعا: الأحزاب الناصرية، خاصة حزب الكرامة، ولكن الكرامة تأثر كثيرا بازدواجية العضوية بينه وبين التيار الشعبى، خاصة بعد رغبة التيار فى إعلان حزب، الأمر الذى يهدد مستقبل الاثنين، وإذا توقفنا سريعا أمام الحزب الناصرى سنجد أن دور نقيب المحامين سامح عاشور فى الإنقاذ ولجنة الخمسين قد جعل الأدوار الفردية تطمس الوجود الحزبى.

خامسا: حزبا المصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى، هناك صراع مكتوم يدور بين الاثنين، المصريين الأحرار دمج فى داخله الجبهة، والمصرى الديمقراطى دمج العدل، والأحرار يسعى لتأميم الوطن، والمصرى يحاور الدستور، وإن كان المصرى الديمقراطى يمتلك فكر وقوام حزب، وشخصيات عامة تقود الوزارة مثل د. حازم الببلاوى، ود. زياد بهاء الدين، إلا أنه حزب فقير أمام جماعات الضغط الاقتصادية للمصريين الأحرار، والكاسب الوحيد من تلك الصراعات هو حزب الوفد الذى سوف يستغل الحرب الباردة بين الحزبين ويلتهم بخبرته التاريخية كعكة السلطة، والخاسر الأكبر سيكون المصريين الأحرار لأنه سيفقد الكثير من عضويته لصالح أحزاب العسكريين وتمرد والأحزاب الجديدة لأنه «مع احترامى» ليس بالمال وحده تنتصر الأحزاب!!
كل هذه الأحزاب مجتمعة تشيع أنها تمثل 30 يونيو، والفريق أول عبدالفتاح السيسى، ولكنها تناضل من أجل أن تكون الانتخابات القادمة بالقائمة النسبية لضعفها جماهيريا، أما أحزاب النظام المباركى فتطالب بأن تكون الانتخابات بالنظام الفردى، لأنها تمتلك النفوذ العائلى والقبلى، ومال رجال أعمال لجنة السياسات السابقة، ويشيعون أنهم سوف يقتسمون السلطة مع العسكريين، الأغلبية البرلمانية لهم، والرئاسة للفريق أول عبدالفتاح السيسى أو من يرشحه!!
سادسا: تقف بعض القوى الاجتماعية والدينية معصوبة العينين، معدومة الرؤية، مثل المواطنين المصريين الأقباط، الذين أدمنت نخبهم الفشل، ولا يدركون إلى أين يذهبون، الضعف السياسى للنخب القبطية يدفعهم للاندفاع لإعادة تجربة الانتخابات الرئاسية الماضية، التأييد على بياض، وبدون مقابل، وفى الحالتين الفردى والقائمة لن يحصلوا على مقاعد تتناسب مع مكانتهم وعددهم وتضحياتهم فى القائمة، لضعف الأحزاب التى ينتمون إليها، والفردى لصعوبة نجاحهم، أما الفقراء فلم يحصلوا حتى على الحد الأدنى للأجور!!
سابعا: هذا هو ما ينتظر الفريق أول عبدالفتاح السيسى، الشعب يحبه، من يريده رئيسا، ومن يريده وزيرًا للدفاع، النخب السياسية تريد من «حصان طروادة» للدخول إلى السلطة السياسية من خلاله، والإخوان والغرب الأمريكى يتربصون بالرجل، والإرهاب والفقر والتبعية، تحاصرنا من الجهات الأربعة، والكل يهتف «السيسى رئيسى»، ربى لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه، حفظ الله الوطن، وحفظ السيسى من حلفائه أما أعداؤه فهو كفيل بهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة