هذا ليس مقالا بل شهادة، وبالأحرى بضعة سطور منها على تجربة 14 سنة من العمل كضابط شرطة، وشاهدت ظاهرة مُريبة ساهم مواطنون فى ترسيخها واستفادوا منها، بينما عانى آخرون، وهى ظاهرة أصدقاء الشرطة.
فى أقسام ومراكز الشرطة بشتى أنحاء مصر هناك أشخاص لهم حيثيات فى محيطهم المحلى، وغالبا ما يكونون رجال أعمال وتجارا، لكن هناك آخرين كانوا يشغلون مناصب رفيعة وتقاعدوا، وجميعهم ستجدهم آناء الليل وأطراف النهار فى مكاتب المأمور ورئيس مباحث القسم والمركز، وكنت أراقب سلوكهم لأعرف ماذا يقدمون للأمن، فلم أجد شيئا، فهم ليسوا «مرشدين» تستعين بهم المباحث للحصول على معلومات عن الجرائم، لأنهم يجالسون الضباط الكبار بندّية تُشبه الصداقة، وهى وضعية يستحيل أن يعامل بها المرشدون الذين يتغيرون بتنوع القضايا والجرائم.
ستجد هؤلاء يترددون على رؤساء مباحث، ومأمورى مراكز، وأقسام الشرطة بانتظام، يتبادلون أطراف الحديث بدءًا بالقضايا العامة وصولا للنكات القبيحة، وخلال ذلك يثير «أصدقاء الشرطة» قضية خلافية بين بعض كبار رجالات الحى أو المدينة، فيُبدى الضُبّاط امتعاضهم وعدم رغبتهم فى الخوض بالأمر بدلال، فيستخدم صديق الشرطة المحترف مهاراته وخبراته المتراكمة مع الضُبّاط للتوصل لحل يُرضى المتنازعين، وهم غالبا تربطهم صلات بالقسم والمركز رغم تبدل المسؤولين على المناصب.
وتتفاوت سمات «أصدقاء الشرطة» وفق الحى أو المدينة، ففى الأحياء الشعبية يكون أصدقاء الشرطة من التجار والمقاولين وسمعة معظمهم ليست فوق مستوى الشبهات، لكنهم يتدخلون لدى أصدقائهم الضُبّاط لإطلاق سراح موقوفين للاشتباه، أو الإسراع بإجراءات الإفراج، أو تسهيل الحصول على ترخيص سلاح، أو تحريات المباحث فى قضايا، ولن أتطرق لممارسات فساد لاعتبارات زمالة سابقة، وعدم وصم غالبية الشرفاء بممارسات أقلية فاسد، مصر تتغير، وتمر بمرحلة انتقالية تلعب فيها الشفافية والمكاشفة دورا جوهريا، وأقولها بلغة صريحة إن حفنة من المواطنين غير الشرفاء وأصحاب المصالح يسهمون فى إفساد رجال الشرطة، كما تلعب فرق المنافقين فى تحويل صغار الضُبّاط لطغاة يتعاملون مع الناس بعجرفة واستعلاء تعرض لها مواطنون شرفاء فى وقائع محددة، لا يتسع المقام لسردها.
يخوض رجال الشرطة معركة مصيرية لصالح الوطن ضد فلول الإخوان، فضلا عن المجرمين وقُطّاع الطرق، وقدموا شهداء من رتبة اللواء لدرجة المجند، ويواصلون الليل بالنهار، ويحملون أكفانهم على أكتافهم بدل النجوم الذهبية، لكن تصرفا صغيرا لشرطى أحمق ربما يُفسد الدم والعرق، والله من وراء القصد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على
الضابط هو المستفيد
عدد الردود 0
بواسطة:
زهرالورد
والله ما قالت ربع الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو رضا
Iلشرطه شطه
عدد الردود 0
بواسطة:
المنتصر بالله
السيئة تعم
عدد الردود 0
بواسطة:
المنتصر بالله
اطعم الفم تستحي العين