محمد يوسف

القاهرة التى رأيت (4) السيسى ونداء الواجب

الأحد، 20 أكتوبر 2013 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخلت مصر آمناً، وخرجت منها مطمئناً، هذه أرض الله، اختصها سبحانه وتعالى شأنه، فى محكم تنزيله، بما لم يختص غيرها، منحها القدير العزيز منحة أبدية، وميزها بميزة التصقت بها، وستبقى إلى يوم البعث، مصر هى مصر، فى غناها وفى فقرها، فى سنواتها العجاف، وفى سنواتها السمان، فى عدل حكامها، وفى ظلمهم، فى استقرارها، وفى ثورتها، فى رضاها وفى غضبها، فى ضعفها وفى قوتها.

خرجت مطمئناً، وبى رغبة لعودة قريبة، فهذا الذى نراه اليوم، ليس أكثر من مرحلة "غربلة" للواقع الذى وضعت فيه، مصر اليوم "تنخل" حاضرها لتزيل كل ترسبات ماضيها، وترميها خلفها، وتدخل المستقبل بخطى واثقة ثابتة، مستقيمة راسخة مؤمنة، بدورها مؤمنة، بشعبها مؤمنة، بأمتها مؤمنة، وبقدراتها ومقدراتها مؤمنة، وبإيمانها ستجرف كل الشوائب التى علقت بثوبها الناصع، وسيصدح صوتها فى الأرجاء، كل أرجاء المعمورة، ليسكت "نقيق" الضفادع ويطمس عفن المستنقعات بقاياه.

هى عودة قريبة بإذن الله، لنحتفل معاً، فمصر اليوم تختار، وقد اختارت، هى لا تريد "فئة" تمثل بعض أبنائها، ولا تريد "شخصاً" لا يتجمع حوله غير "قلة" من الأتباع، ولا تريد "أوراقاً" احترقت وذابت عند الشدائد، ولا تريد "وسطاء" يعملون نيابة عن آخرين، ولا تريد "مغيبين" مخدوعين من الشياطين، لقد اختارت مصر الفريق أول عبد الفتاح السيسى، لأن مصر تريد أن تستقر وتنطلق، هو الوحيد الذى يحظى بإجماع الشعب المصرى، لأنه رمز الأمة، وصوت الأمة، وأمل الأمة، والقادر على حماية أركانها وتثبيت دعائمها، ومواجهة كل أعدائها، ومصر لا تحتمل تجربة جديدة، شعبها لا يريد أن يخوض تجارب جديدة، سواء مع "تنظيم" أو "رئيس" أو "حزب" فكل أولئك لا يجمعون خيوط الوطن فى أيديهم، ولا يملكون القدرة على تجميعها، فالمرحلة أكبر من أن تجاريهم، وهم أضعف من أن يتمكنوا منها، فهى مرحلة تاريخية، فارقة فاصلة، ومثل هذه المراحل تنتج قادة يملكون القدرة على السير نحو غد أفضل، وإن لم يخططوا لذلك، كل القادة والعظماء لم يخططوا لأدوارهم التاريخية، ولكن مجموعة الظروف والأوقات والمخاطر والمطالب والروح الوطنية أحاطت بهم، وخضعوا لنداء الواجب، والفريق أول عبد الفتاح السيسى، لم يخطط لشىء، وعندما وقف على الخط الفاصل ما بين الظرف والواجب اختار الواجب، وقبل بأن يكون فى صف مطالب الوطن، وهو يقف اليوم عند نفس النقطة، فوق ذلك الخط، والناس ينظرون إليه، عيونهم تترقبه، وقلوبهم تهفو إليه، وعقولهم وزنت وقيمت وبحثت وقلبت فاختارت.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة