غريب أمر السادة دعاة الوساطة والحوار، بل والتفاوض بين الدولة من جانب وتنظيم الإخوان الإرهابى المحظور من جانب آخر، فهم لا يتورعون عن إضعاف الدولة بكل الصور رمزيا وسياسياً وقانونياً، فى الوقت الذى يضفون مشروعية زائفة على تنظيم الإخوان المحظور لإثبات أنه مازال على قيد الحياة السياسية والقانونية.
ما يسمى بتحالف دعم الإخوان من فلول السياسيين وأعضاء التنظيم المحظور الذين لم يتم القبض عليهم بعد والأحزاب الاحتياطية التى تعمل عمل حصان طروادة للوجوه الإخوانية غير المشهورة لإدخالها البرلمان، تحاول جاهدة تكريس وجود ما تسميه بمفاوضات بين الدولة والإخوان من جهة، وتصوير أن المفاوضات تجرى بين طرفى صراع على السلطة فى مصر من جهة أخرى، أو كما عبر عن ذلك صراحة المتحدث باسم «مصر القوية».
هذا التدليس المكشوف والواضح، موجه بالدرجة الأولى لصانع القرار الأمريكى والأوروبى، حتى يبدو الأمر وكأن هناك إرادة سياسية وشعبية منقسمة، حتى إذا رغب الغرب فى اتخاذ الخطوة المنشودة التى يحلم بها ليل نهار أعضاء التنظيم المحظور بالتدخل فى الشأن المصرى، أو الاعتراف بأى شرعية للإخوان كسلطة على الأرض. وجدوا ما يستندون إليه. لن أخبرك بلامعقولية الرهان الإخوانى أو الحلم الإخوانى أو العته الإخوانى، فما شاهدناه من حكمهم غير المأسوف عليه خلال العام الماضى يؤكد أن العته وسوء التقدير السياسى والغباء أمور متأصلة فى طبيعة الجيل الحالى الفاشل من التنظيم المحظور، إلا أنهم ينفذون سياسات قيادات التنظيم الدولى دون مناقشة، والتنظيم الدولى يريد إبقاء الأمور كما لو كانت البلاد منقسمة والحياة مشلولة معطلة والاقتصاد لا يتعافى، وكلما تجاوزت الأمور فى مصر المحظورة وأحلامها وأوهامها وقع حادث فى الداخل أو فى الخارج يذكر الجماهير التى تستعد للاستفتاء على الدستور الجديد ومتابعة محاكمة مرسى والانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة بعدها، بأن هناك شيئا اسمه الإخوان ويرغبون فى البقاء أحياء سياسيا بأى ثمن، قد يكون الحادث شغب طلاب المحظورة فى الجامعات أو قرارا ساذجا لأوباما بتجميد بعض المساعدات أو إطلاق النار على الأبرياء فى كنيسة الوراق، المهم ألا ينسى الناس نهائياً أن هناك «إخوان».
وبالفعل، يذكر الناس أن هناك «إخوان» ولكن يذكرونهم كما يذكرون جماعة التكفير والهجرة والقاعدة والمجرمين فى سيناء، والسيارات المفخخة ومحاولة زرع عبوات ناسفة فى محطات المترو، وهذه الذكرى تزيد مناعة المجتمع أكثر وأكثر فى مواجهة الإرهاب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
صباح الفل !
احلى حوار فى التدليس !