مهما حاول البعض الوقيعة بيننا، ومهما تفنن الخبثاء.. فلن ينالوا غير الوهم، ولن يقبضوا بأيديهم سوى الريح.. هؤلاء الذين يصطادون من الشائعات غذاءهم اليومى ويبعثون من الرماد حكايات لا أصل لها ولا جذور، كل هذا لن يستطيع أن يشوه أو يطول أو يغير حب عمرى وحياتى مع غادة عبدالرازق، الحب الذى لم تصنعه مصادفات أو أهواء أو قرارات مفاجئة، هو حب مجرد، جذوره قوية شامخة راسخة لا تقبل أن تهتز ولا يمكن أن يبعث بها أحد، حب يضم فى جعبته كل معانى الصداقة والشهامة والتفانى والإخلاص والأخوة والتقاليد والثوابت، حب يجعلنى وأنا معها أحس بالفعل أنها زوجتى وحبيبتى وأختى وابنتى وصديقتى.
كل شىء جميل فى كيان واحد.. كل القيم فى جسد وكل الأسرار معها تتحول إلى حقائق صريحة لا تقبل الرموز.. وكل الشك يصير يقيناً.. أنا أكتب مقالى هذا وأنا فخور وسعيد بعودتها إلى عصمتى فى عودة أصيلة، تؤكد أنه لم تكن سوى شوائب فى طريق هذا الحب الجارف.. لم تكن سوى سحابة صيف مرت بسلام دون ذوابع ودون فيضان أو زلزلة.. فحبنا لا يعرف مثل هذه المفردات، حبنا أقوى من الدنيا.. أقوى من كل حب ظهر هذا بعد وفاة أمى.
لم أشعر بالحنان ولا بدفء المشاعر بعد رحيل أمى.. إلا وأنا مع زوجتى غادة، وقتها عرفت أنها ليست فقط زوجتى بل أمى التى تحنو وتشد من أزرى.
حقاً أنها «أفروديت».. كما يحلو لى أن أكتب عنها وأناديها وأحكى عنها لكل الناس.. لأنها مرآتى ومرآة سعادتى.. كم أحس بالحنين وهم يسألونى عنها أهل بلدتى زفتى.
وهم فى شوق إلى رؤيتها.. يحبونها على المستوى الإنسانى والفنى.. حتى الذين حاولوا أن يزرعوا الشائعات بيننا.. حول انفصالنا المؤقت.. ظهرت أغراضهم الخبيثة الدنيئة وباءت كل محاولاتهم بالفشل.. يريدون الإيقاع بيننا فالخبثاء الذين لا ضمير لهم وهى صاحبة أفضال عليهم، يحاولون الانقلاب عليها، لأنها هى التى صنعتهم فنياً.
وأقول لكل الخبثاء.. لا يصح إلا الصحيح.. والأيام قريبة.. وقد قصدت أن أسطر هذه الكلمات لكى أقضى على هذه الأقاويل، وعلى الذين يزالون يطلقون الشائعات ضدنا.
أقول لهم إن غادة ليست مجرد حب عابر هى حب جذوره تمتد إلى أكثر من ثمانية عشر عاماً.. هذا العمر الطويل يعبر عن علاقة ود حتى لو حدث انفصال مؤقت، أو خلاف عابر.. فإن الأبقى هو الحب الذى أبداً لا يموت.. هو الكلمة الحلوة والصباحات الممتدة حاملة شموساً جديدة وتفاؤلا وأملا بلا حدود.. إننى اعترف الآن لقرائى الأعزاء، أنى فى يوم من الأيام لم أكن أحسب علاقتى بغادة مثلما يحسبها أى حبيب وأى زوج.. لأن علاقتى بغادة غير كل ما هو معروف.. هى علاقة إنسانية صافية صادقة مثل الماء النقى.. وسيظل حبها يمدنى بكل حب لكل الناس لكل أهل بلدتى زفتى الذين يعرفون أن حبى لغادة أقوى من أى برلمان فهو الدائم وكل شىء باطل، المناصب تزول ولا يبقى سوى الحب الحقيقى، وأهل زفتى شاركونى هذا الحب، شاركونى فى فرحى وزواجى ولم ينفصلوا عن حياتى أبداً.. لم يخذلونى فى يوم من الأيام.. لهذا فأنا لهم مثلما هم فى قلبى.. فالحب عندى لا يتجزأ ولن يعرف الموت أبداً.. لم يكن حبنا قيثارة تنثر الألحان للعشاق.. بل كان ولا يزال قلباً دافئاً طازج الهوى، ينبض لكل الناس فيعرفون، أنه لا تزال هناك حياة وفجر يوم جديد.