مرحلة جديدة لعلاقات مصر مع أفريقيا وتحديدا مع دول حوض النيل بعد ثورة 30 يونيو بالزيارة الدبلوماسية الهادئة لوزراء الخارجية والإسكان والزراعة إلى بوروندى وأوغندا والكونغو والنتائج الإيجابية للغاية للزيارة والتأكيد على بدء صفحة جديدة لترميم العلاقات المصرية الأفريقية مع دول الحوض بعد أن أفسدها مرسى والإخوان والأهل والعشيرة قبل عزله بالاجتماع الفضيحة الذى أذيع على الهواء وشاهدته دول أفريقيا والعالم ورأت الدول الأفريقية وخاصة أثيوبيا كيف تفكر «نخبة مرسى» فى معالجة ملف مياه النيل وأزمة سد النهضة الأثيوبى.
30 يونيو جاءت فى موعدها مع القدر لإنقاذ ما تبقى لمصر فى أفريقيا من رصيد سياسى وشعبى وتاريخى، وربما تنفست أفريقيا الصعداء بزوال حكم الإخوان البائس والفقير فى كيفية إدارة شؤون مصر الداخلية والخارجية فى أكثر مناطق العالم حيوية واستراتيجية بالنسبة لها وهى أفريقيا والنيل. فبعد يونيو خرجت التصريحات الإيجابية من عدة دول أفريقية بشأن أزمة السد ومياه النيل، فالتصريحات الإيجابية لوزيرى خارجيتى إثيوبيا ومصر ولقائهما على هامش دورة الجمعية العامة بنيويورك، أظهرت حسن نية من الطرفين إزاء حل مشكلة سد النهضة بما يعطى لإثيوبيا حقها فى الانتفاع بمواردها وبما لا يضر بالمصالح المائية لمصر. الزيارة الأخيرة هى «عود أحمد» سريع وهادئ لأحضان أفريقيا الدافئ لاصلاح ما أفسده الاخوان، وجاء اختيار أعضاء الوفد سليم للغاية، فوجود المهندس ابراهيم محلب وزير الاسكان الحالى ورئيس مجلس ادارة شركة المقاولون العرب بما تمثله من حضور طاغ وقوى فى أفريقيا منذ الستينيات كان اختيارا موفقا لبحث احتياجات تلك الدول فى مجال البناء واعادة الاعمار وفقا لخبرة الشركة القديمة بالدول الأفريقية. المطلوب الآن أن نبنى على هذه الزيارة الناجحة والعودة مرة أخرى فى أقرب وقت إلى أثيوبيا وكينيا ورواندا وباقى دول حوض النيل حتى لا نترك الساحة الأفريقية خالية لأعداء مصر للعبث بمصالحها الاستراتيجية فى القارة السوداء، ومثلما صرح وزير الخارجية نبيل فهمى فإن السياسة الخارجية المصرية فى مرحلة «إعادة مركزة» عربيا وأفريقيا ويجب ترجمة ذلك لمواقف وحوارات ولقاءات ومشروعات على مختلف المستويات.
السياسة الخارجية الأفريقية مطالبة الآن أن تضع أفريقيا فى الأولوية الأولى والثانية والثالثة.