سليمان شفيق

الأقباط بين الكوتة وطفح «الكوتة»!

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 08:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أسابيع مضت، تعيش النخب القبطية حالة من الحيرة والقلق، بعد تسريب مغرض من بعض الدوائر بأن هناك «كوتة» قبطية، ولأن مظالم المواطنين المصريين الأقباط لا تحصى ولا تعد، فقد التقط الجميع الخيط وبدأت معارك حقيقية بين «ألتراس» الكوتة والرافضين للكوتة، الموافقون يتمركزون خلف حقيقة أن التمثيل القبطى فى المجالس النيابية منذ 1952 يقل عن النسبة الحقيقية للقبط، وأن ثقافة المجتمع «الإسلامى» فى أغلب القطاعات لم تعد تسمح بنجاح الأقباط، والمعارضون يؤكدون بشكل موضوعى أن الموافقة على الكوتة تعنى أن الأقباط «أقلية»، والأخطر هو أنه فى حالة الموافقة على الكوتة، ستكون آلية تنفيذه تعتمد على أن عدد الأقباط 6.5 مليون، وهذا لا يشكل حتى نصف عدد الأقباط، ناهيك عن تداعيات ذلك على مصير المواطنين المصريين الأقباط، كما أن قطاعا كبيرا من المتحمسين للكوتة من يريدون الترشح فى الانتخابات النيابية، وآخرون لا يمتلكون الرؤية السياسية الاستراتيجية حتى وصل بأحدهم، أن صرح بأن رافضى الكوتة «طابور خامس»!!، وآخر يسخر من أن معارضى الكوتة من «العلمانيين» و«اليساريين»، فى دلالة واضحة على الخفة، وعدم إدراك أن العلمانية ليست اتهاما، بل إن العلمانيين واليساريين هم أكثر من دافعوا عن حقوق الأقباط، هكذا كشف الحوار عن ضحالة اليمينيين الجدد ممن يطلق عليهم نشطاء دينيين، أنهم مع الكوتة ليس من أجل حل مشكلات المواطنيين المصريين الأقباط، بل من أجل حل مشكلاتهم الشخصية السياسية، وما بين مؤيد ومعارض يستمر الجدل، ونسى المتجادلون أن كنائس احترقت ولم تبن، وأخرى مغلقة ولم تفتح، ومواطنون أقباط هجروا قسرا ولم يعودوا، وحوادث خطف لم تنته، الأغلبية من المتحاورين تسعى للخير العام، ولكن القليل هم الذين يجيدون لغة الحوار بعيدا عن السباب وتبادل الاتهامات، «حقا» القضية ليست فى قوة وقسوة الظالم، ولكن فى تعاسة وسذاجة «المظلوم»، كما ذهب المفكر الفلسطينى الراحل أميل حبيبى، لأن فقراء الأقباط، يقتلون ويشردون ويهانون من أجل ناشط يريد التمويل والشهرة، أو مرشح يبتغى الفوز بمقعد فى هذا المجلس أو ذاك على حساب دماء الشهداء، ولا عزاء لبسطاء الأقباط الذين يطفحون الكوتة!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة