فى قاموس جماعة الإخوان والسلفيين أوصاف سفيهة لجمال عبدالناصر مثل «الطاغوت» و«الصنم»، وحكايات خيالية أكثر سفها، ومخطئ من يتصور أنها ماض فقط، فهى التى غررت بعقول ووجدان شباب وأغلقت عنهم نور المعرفة، مما دفع بهم إلى الجهل بتاريخنا الوطنى، لينسحبوا إلى معارك ضد وطنية الدولة المصرية نرى كوارثها حاليا، والمفارقة فى أنه رغم سنوات طويلة شهدت إفك وكذب الإخوان ضد الزعيم الخالد، إلا أن المصريين كانوا يردون برفع صوره فى كل مكان وزمان.
مساء أول أمس كانت هذه القضية موضع حوار الإعلامى اللامع إبراهيم عيسى فى برنامجه «هنا القاهرة» مع الباحث المتألق الدكتور رفعت سيد أحمد، بعنوان معبر: «عبدالناصر زعيما إسلاميا».
ارتكزت حملات الإخوان لتشويه عبدالناصر على قضايا أبرزها «قانون تطوير الأزهر»، واعتقالات كوادر الجماعة بعد محاولتهم الفاشلة لاغتياله فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، والاعتقالات التى تمت بعد الكشف عن تنظيم سيد قطب عام 1965، والمحكوم عليهم بالإعدام فى المرتين.
فى قاموس «الجماعة» مزاعم ومبالغات هائلة حول عدد المعتقلين، وصلت إلى حد أن قواعد منها يقولون بأنهم وصلوا إلى ربع مليون معتقل، هكذا بلغ الكذب مبلغه، ورد الدكتور رفعت سيد أحمد على ذلك بقوله: «عدد المعتقلين فى المرتين هو بالضبط «1081» معتقلا، وأن أحكام الإعدام كانت لـ«6» فى محاولة اغتيال جمال عبدالناصر، و3 فى تنظيم سيد قطب، وفى نفس الوقت كان تأليف سيد قطب لكتابه «معالم فى الطريق» وهو فى السجن، ولما أبلغت الأجهزة الأمنية عبدالناصر أنه تم طبع منه أربع طبعات ويجب وقفه، رفض لكنه أشار إلى أن ما جاء فى الكتاب يعنى أن هناك تنظيما سريا جديدا يحمل أفكاره، وحتى تكون مسألة تقييم هذا الفصل منصفة، يجب النظر إليها فى سياق أن هناك من رفع السلاح لاغتيال رئيس الدولة، فكيف يكون الرد من الدولة؟ كما أن تنظيم سيد قطب كان على أجندته تفجير الكبارى وخزان أسوان والقناطر الخيرية لإغراق الدلتا، فكيف يكون جزاء هؤلاء؟
أما قصة تطوير الأزهر فقال عنها الدكتور رفعت سيد أحمد كلاما مهما كثيرا، أبرزه أنه رفع الجمود الذى عاش فيه الأزهر لسنوات طويلة، ويكفى مثلا أن القانون استهدف أن يكون من خريجى هذه الجامعة، طبيب ومهندس وصيدلي ورياضي يجمعون بين العلم والعلوم الشرعية.
تساءل رفعت سيد أحمد: «هل يليق أن يتهم الإخوان عبدالناصر بالكفر، وهو الذى أطلق إذاعة القرآن الكريم، وأنشأ مدينة البعوث الإسلامية، والمؤتمر الإسلامى، وأصدر موسوعة الفقه الإسلامى، وشهد الأزهر فى عهده جهودا رائدة فى مسألة التقريب بين المذاهب «السنة والشيعة»، وتوسعت الدولة فى إنشاء المعاهد الأزهرية، وقدمت أفلاما دينية رائدة لم نشهد مثلها بعده، وغيرها من الإنجازات الرائعة التى تؤكد أن الرجل هو الذى قدم خدمات جليلة من أجل الإسلام، أما الإخوان فقدموا أكاذيبهم، ومنها أنهم الذين يملكون حق الحديث باسم الإسلام، وفى إجابة بليغة عن سؤال من عيسى حول سبب صدامهم مع عبدالناصر، قال: «عبدالناصر فهم الإخوان أكثر من فهمهم لأنفسهم».