إسراء عبد الفتاح

التطور بعد الثورات

الجمعة، 04 أكتوبر 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب الآن هذه السطور من العاصمة البولندية وارسو بناء على دعوة المعهد الأوروبى للديمقراطية احتفالا بمرور 15 عاما على إنشائه ويحتفل هذا العام المعهد بالتعاون مع السفارة البريطانية فى بولندا، وفى ضمن هذا الاحتفال يعرض فيلم بعنوان «من الهمس إلى الهدير» يتحدث عن 5 ثورات شهدتها دول مختلفة منها أوكرانيا وإندونيسيا وفنزويلا وزيمبابوى ومصر. وقد شرفت بتسجيل بعض اللقطات فى هذا الفيلم عن إضراب 6 إبريل 2008 وعن مشاهد ما قبل ثورة يناير وعن حملة كلنا خالد سعيد ومراقبة الانتخابات البرلمانية قبل ثورة يناير مباشرة.

تضمن الاحتفال كلمة للسفير البريطانى فى بولندا ومؤسسة ومديرة المعهد الأوروبى للديمقراطية ثم عرض الفيلم يليه حلقة نقاشية تحت عنوان «التطور بعد الثورات» شاركت فيها دول أوكرانيا وزيمبابوى ومصر، وتحدثت فى الختام وكنت لأول مرة أتحدث عن مصر بعد ثورة التصحيح فى 30 يونيو وأنا لست جزءا من المعارضة المصرية ولكن داعمة لمصر الثورة حكومة ورئاسة وجيشا وشعبا.

الفيلم يتحدث عن مصر قبل 2011 وحتى ثورة يناير 2011 وبرغم أن الفيلم يحكى عن مصر منذ عامين فقط ولكن شعرت أن الفيلم كأنه يعرض مصر منذ زمن طويل ليس لشىء إلا بسبب كم الأحداث التى شهدتها مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، كم التغيير، كم الوعى، كم التطور الفكرى والعملى، وذكرت خلال كلمتى فى السفارة البريطانية فى بولندا أمام دبلوماسيين من مختلف البلدان ونشطاء مجتمع مدنى وبرلمانيين، أن أعظم ما حدث فى مصر خلال الأعوام السابقة والتى تلت هذا الفيلم وثورة 25 يناير هو ثورة التصحيح فى 30 يونيو، فهى الثورة التى حاولنا من خلالها أن نصحح أخطاء الماضى وألا نستعد فقط هذه المرة لثورة كما فعلنا فى 25 يناير بل نضع بأنفسنا خريطة الطريق لما بعد 30 يونيو، وذكرت أنه كم طلبنا مرارا وتكرارا منذ 11 فبراير 2011 أى منذ بداية المرحلة الانتقالية الأولى أن يكتب الدستور أولا ولكن لم نستطع تحقيق ذلك إلا بعد ثورتنا فى 30 يونيو وبعد إسقاط الفاشية الإخوانية من حكم مصر، ها نحن الآن نكتب دستورنا أولا ويعترف الجميع أننا كنا على حق منذ البداية، فإصرارنا على ثورتنا ومبادئنا جعلنا ننتصر ونحقق ما ننشده بلجنة تكتب الدستور تجمع شتات مصر وعندما تنظر إليها ترى مصر باختلافها تحاول جاهدة أن تتفق على دستورها، تطرق حديثى إلى افتراء بعض الغرب علينا أننا كنشطاء سياسيين أو حقوقيين نتخلى عن مطلبنا وهو البحث عن الديمقراطية فيما حدث فى 30 يونيو، وكان ردى عليهم أن العكس تماما هم ما حدث فالمصريون مصرون على ديمقراطية حقيقية.

تحدثنا عن التطور بعد الثورات الذى يخرج وسط محاولات كثيرة لعرقلته متمثلة فى عنف يحدث فى الشوارع واغتيال لعناصر الشرطة والجيش فى سيناء وغيرها من تنظيم الإخوان، اضطرت الحكومة أن تواجه ذلك بفرض حالة الطوارئ وحظر تجول ولكننا على يقين بأنها حالة مؤقتة لن تدوم طويلا ولكن فى ظل ذلك التحدى يخرج التطور متمثلا فى وجود بعض رموز الثورة فى الحكومة ومؤسسات الرئاسة، عن شباب الثورة فى بعض الوزارات كمساعدين ونواب، عن إعلان الحد الأدنى للأجور وكيف كان مطلبا شعبيا منذ 2011، عن التشكيل الجديد للمجلس القومى لحقوق الإنسان بوجوه نضالية معروفة بتاريخها فى هذا المجال، عن لجنة عمل قانون الجمعيات الأهلية وكيف تعمل جنبا بجنب مع الحكومة لإخراج قانون عادل يضبط العمل الأهلى فى مصر، وختمنا بعلمنا أن هذا غير كاف لنا بالتأكيد ولكنه يعد بالنسبة لنا ولمصر التى نحلم بها مجرد البدايات التى تعطنا أملا وتدفعنا نحو استكمال الطريق من أجل مصر الحرة الديمقراطية المستقلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة