قصة الشهيد - سيد زكريا خليل - واحدة من بين مئات القصص التى أبرزت شجاعة المقاتل المصرى، ومن الغريب أن قصة هذا الجندى الشجاع ظلت فى طى الكتمان طوال 23 سنة كاملة، حتى اعترف بها جندى إسرائيلى سابق فى ميدان المعركة، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء).
تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996، فى ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين فى الحرب، وفى هذا العام اعترف سفير إسرائيل فى ألمانيا الذى كان جنديًا إسرائيليًا لأول مرة للسفير المصرى فى ألمانيا بأنه قتل الجندى المصرى سيد زكريا خليل، مؤكدًا أنه مقاتل فذ، وأنه قاتل حتى الموت، وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده.
وسلم الجندى الإسرائيلى متعلقات البطل المصرى إلى السفير وهى عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به، إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندى الإسرائيلى إنه ظل محتفظًا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة، تقديرًا لهذا البطل، وأنه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء.. وجاء هذا الاعتراف للسفير المصرى من قبل الجندى الإسرائيلى السابق بعد تردد بالغ فى كشف هذا السر.. ويقول السفير الإسرائيلى إنه كان مذعورًا من هذا الشخص الذى يقتل رفاقه واحدًا تلو الآخر، ولم يكن يصدق أنه نفر واحد.. وقال إنه كان خائفًا وكان مختبئًا حتى تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد.
وتسلل جندى إسرائيلى (السفير الإسرائيلى) خلف البطل وأفرغ فى جسده الطاهر خزانه كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور.
وإذا كان سيد زكريا قد استحق عن جدارة التكريم، فالواقع أن المجموعة كلها برئاسة قائدها لم تكن أقل بطولة وفدائية، فهم جميعهم أسود سيناء، ومصر لا تنسى أبدًا أبناءها، هذه قصة العريف الذى لا يعرفه أى قيادة إخوانية لأنهم لم ولن يعرفوا بطولات الشعب المصرى وجيشه، فهم يعتبرون أنفسهم ليسوا مصريين، وأراهن أن 90% من قيادات الجماعة لم يلتحقوا فى الجيش المصرى، لهذا فهم لا يعرفون بطلًا مثل الشهيد العريف سيد زكريا خليل، الذى بمجرد أن علم الرئيس مبارك بقصة هذا البطل، حتى منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، وللحديث بقية ويتبع.
عبد الفتاح عبد المنعم
الشهيد الذى كرمته مصر بعد 23 عامًا من الانتصار
الإثنين، 07 أكتوبر 2013 11:54 ص