يتغذى الخصم – أى خصم سياسى - على غباء خصمه.. ولو أن الإخوان هم خصومك ستعانى بلا أدنى شك من «تخمة» يتبعها «انتفاخ»
أنت كمواطن عادى يجذبك الحنين لمتابعة آخر أحوال الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة، باحثا عن أى إشارة أو علامة تشرح لك الطريقة التى يفكر بها الإخوان، وبدلا من أن تجد فى وجهك أى محاولة إخوانية لجذب اهتمامك أو تعاطفك، أو شرح موقف الجماعة من الكوارث التى يتم ارتكابها تحت عنوان عريض «عودة الشرعية»، تصدم عيونك صور من الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية.
نعم الإخوان يستشهدون بإعلام تل أبيب لإخبار العالم وإخبارك بأن جيش مصر وحشى ودموى.. يقتل الإخوان وأنصار الشرعية بدم بارد، هكذا نقل الإخوان ماكتبته الصحف العبرية «هاآرتس» و«جيروزاليم بوست» ونشروه على الناس بنفس راضية ومطمئنة، ولهجة تبدو «شامتة» وفرحة بالشتائم الإسرائيلية للجيش المصرى.
طبعا أنت تشعر بقليل من الارتباك!
لا تقلق.. الارتباك حق للجميع، لأن إقناعك بأن الجماعة التى عاشت 80 سنة وهى ترفع شعار المقاطعة التامة للكيان الصهيونى، وتفتخر بأن رئيسها مرسى لم يذكر اسم اسرائيل فى خطاباته، وتتهم نظام مبارك بالعمالة لأنه يتعامل مع صحف إسرائيل، ويردد أفرادها أن وسائل الإعلام والدعاية الإسرائيلية لا يخرج عنها إلا السم الزعاف، هى نفسها الآن التى تستشهد بشتائم الصحف الإسرائيلية للجيش المصرى.
المصلحة تحكم، وفى نفس الوقت تقوم بدورها فى تعرية كل كاذب، ولكنها تفشل دوما فى إنقاذ الأغبياء.
الغبى الذى استشهد بأخبار الإعلام الصهيونى لمجرد أنه يرغب فى شتيمة الجيش، لم يدرك أن استشهاده هذا تحول إلى اعتراف ضمنى بمصداقية وسائل الإعلام الإسرائيلى، وبالتالى وجب علينا الآن أن نصدق كل ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الشروط المذلة التى وقع عليها محمد مرسى أثناء الاتفاق على الهدنة بين حماس وتل أبيب، عقب ضرب غزة وكان على رأس هذه الشروط، وضع مجسات تجسس على الشريط الحدودى، قال الإعلام الإسرائيلى الذى يستشهد به الإخوان حالياً، أن ما حدث مكسب استراتيجى لتل أبيب، لم تنجح فى الفوز به خلال زمن مبارك، لأنه رفض الاقتراح واعتبره انتهاكا لسيادة مصر، وبالتبعية يصبح كل ما ينشره الإعلام الصهيونى عن حركة حماس أو حق إسرائيل فى الأرض الفلسطينية أمرا مصدقا به.
يا أخى لا تتعجل ربما يكون وراء نشر أخبار الصحف الإسرائيلية على الصفحة الرسمية لحزب الإخوان شاب متهور، لا يدرك أن الاستشهاد بصحف الصهاينة لإهانة الجيش ومصر، سيعمق مساحات الكراهية بين الإخوان والمواطن المصرى..
صحيح، ولكن نفس الشاب المتهور نشر بيانا رسميا للحزب، يعلن فيه قادة الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان رفضهم القاطع لأى تعاملات مالية أو اتفاقيات توقعها حكومة الانقلاب العسكرى، ويحذر الحزب كل المؤسسات المالية والهيئات الاقتصادية من التعامل مع حكومة غير شرعية، لا تمثل الشعب المصرى، ويشدد على أن أى إجراءات أو قرارات تتخذها حكومة الانقلاب باطلة شكلا وموضوعا، وما يترتب عليه فهو باطل. ويهيب الحزب بكل المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية من الوقوع فى فخ أى تعاملات اقتصادية مع هذه الحكومة.
أى جنون هذا.. هل تريد أن تخبرنى بأن قيادات الإخوان يطلبون من كل الدول والهيئات الاقتصادية مقاطعة مصر، وعدم التعامل معها ماليا، وبالتالى توقف حركة البيع والشراء، وبالتبعية تدمير الاقتصاد وفرض مجاعة إجبارية على المواطن المصرى؟
أنا لا أقول شيئا ياعزيزى، ولم أستنطق الكلمات حتى الآن، الإخوان هم من قالوا ذلك فى بيان رسمى، وسبق أن أخبرتك فى بداية هذه السطور، أن من كان الإخوان هم خصومه، فلا يقلق لأن غباء الجماعة سيكفل له عدة تصرفات حمقاء، يتغذى عليها حتى يصاب بتخمة من فرط نجاحه، دون بذل أى مجهود فى تعميق مساحات الكراهية بين الإخوان والشعب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
amjed
العيب مش عليهم العيب على اعلامنا اللى مبيعرضش الحقائق -عاملين زى النعامة
عدد الردود 0
بواسطة:
amjed
العيب مش عليهم العيب على اعلامنا اللى مبيعرضش الحقائق -عاملين زى النعامة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يجب ان نشكرهم لانهم كلما ازدادوا غباوه كلما زادت الاوسمه على صدر الجيش وزادت كراهية
الشعب لهم
عدد الردود 0
بواسطة:
mecky
خليكوا كدة ليل نهار ماسكين فى الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الملاح
الإبداع في فن المكايدة