نحتفل هذا الأسبوع بنصر أكتوبر، ولا ترى الأجيال الجديدة سوى البطولات، لا يدرون كيف تجرعت مصر مرارة الهزيمة والانكسار، جيلى جيل السبعينيات تفتح وعيه السياسى 9و10 يونيو. عبدالناصر يتنحى، يعلن بشرف مسؤوليته عن الهزيمة، الشعب يعيده، يكلف ناصر الفريق أول محمد فوزى بإعادة بناء الجيش، وفى أول اختبار ينتصر الجنود المصريون على الصهاينة فى رأس العش، ويدمرون المدمرة إيلات، ويقبلون على حرب الاستنزاف ببسالة، ويستشهد فى الجبهة عبدالمنعم رياض رئيس الأركان، ويرحل ناصر، يتصدر السادات المشهد، ويتصادم مع مراكز القوى، ويطيح بمحمد فوزى ويسجنه، وتنتفض الحركة الطلابية من أجل تحرير الأرض، وتحدث حرب أكتوبر، وتنتصر القوات المسلحة المصرية، ويختلف السادات مع رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلى، ويهاجر الفريق، ويقتل السادات بيد آثمة، ويتولى مبارك قائد الطيران وصاحب الضربة الجوية الأولى سدة الرئاسة، ويعود الشاذلى ويسجن، وتمضى السنين، ويسقط نظام حسنى مبارك ويسجن مبارك، يا إلهى هل هناك لعنة تطارد أبطال أكتوبر.. الأعداء الصهاينة قتلوا عبدالمنعم رياض، والإسلاميون قتلوا السادات، وتدور لعبة الكراسى السياسية، السادات يحبس محمد فوزى، ومبارك يحبس الشاذلى، والمشير طنطاوى رئيس الدولة بعد ثورة 25 يناير يحبس مبارك!!
هكذا بطلان استشهدا «السادات وعبدالمنعم رياض»، وثلاثة سجنوا محمد فوزى، والشاذلى، ومبارك، والسبب أن هؤلاء القادة العظام سجنوا لأنهم اقتربوا من نار السياسة. كما يبدو أن المشهد الدرامى يكمن فى أن كل هؤلاء أبطال وعسكريون عظام، محمد فوزى والشاذلى ومبارك، ولكن السياسة خصمت من رصيدهم العسكرى. أذكر كلمة الفريق أول عبدالفتاح السيسى «أن من 5 يونيو 1967 وحتى 6 أكتوبر 1973 عاش المصريون يومًا بيوم عيونهم على الجيش»، هنا أذكر جيلى كيف تجرع المرارة، مرارة الهزيمة، وذل عدم الثقة فى القيادات، حتى وصل به الأمر أن يعانى من عقدة «1967». فلنذكر فى ذلك اليوم 6 أكتوبر أبطالنا عبدالناصر، عبدالمنعم رياض، محمد فوزى، سعد الدين الشاذلى، السادات، حسنى مبارك، فلنذكر أسماءهم وشعبهم وجيشهم، جيش أحمد عرابى، جيش مصر الوطن القادم من أعماق التاريخ وأعماق العسكريين الأبطال.