فى لعبة القط والفأر فى أفلام الكارتون الشهيرة لا يمكنك أن تعرف من الفائز ومن المهزوم. تستمر المكائد بين الطرفين، وكل منهما ينتصر فى جولة، ويخسر فى أخرى، وهكذا بلا نهاية.
يتعاطف الأطفال عادة مع الطرف الأضعف وهو الفأر فى هذه الحالة، وذلك على الرغم من مكائده اللئيمة، وخبثه فى خداع القط وإلحاق الأذى به. . شىء من هذا يحدث بين الحكومة المصرية الحالية وجماعة الإخوان المسلمين، وبغض النظر عمن هو القط ومن هو الفأر فى هذه الحالة، فإن ما يجرى على أرض الواقع هو تجسيد حقيقى لحالة الكر والفر بين حكومة والجماعة. . حكومة ضعيفة عاجزة عن فعل شىء سوى غلق الشوارع والميادين التى أنفقت على تطويرها وتجديدها ملايين الجنيهات من جيوب المصريين ومن كرامتهم، ثم أحكمت إغلاقها أمام المواطنين بحجة منع أنصار جماعة الإخوان من التظاهر بها أو الاعتصام فيها.. الحلول السهلة التى تريح الحكومة من وجع الدماغ هى الاستراتيجية المفضلة فى مواجهة ألاعيب الجماعة. .. ويبقى المواطن العادى هو ضحية هذه الاستراتيجية العقيمة، والتى ترفع شعار (البقاء لأصحاب النفس الطويل).
سياسة غلق الشوارع والميادين، تعنى فى المقابل نجاح الجماعة فى مخططها بتعطيل بعض مظاهر الحياة العامة، وإرباك أجهزة الدولة، وإجهاد الأمن، واستنزاف قدراته فى مواجهة مسيرة هنا أو هناك. . والحكومة تسير وراء هذا المخطط مغمضة العينين، وتتبع سياسة رد الفعل، دون أن تقدم أية حلول مبتكرة فى مواجهة مظاهرات الجماعة ومسيراتها اليومية.. وحتى قانون التظاهر لم تقوِ الحكومة المرتعشة على طرحه وإقراره، بعد أن واجه بعض الاعتراضات من القوى السياسية، ومن ثم فضلت الاستمرار فى سياسة الإغلاق.
المثير فى لعبة القط والفأر هذه، أن الميادين التى كانت تحتلها الجماعة وخاصة ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، وكانت تغلق مداخلها ومخارجها، وتعيق حركة المرور منها وإليها، وحولت حياة المواطنين القاطنين بالمناطق المحيطة بهذه الميادين أو العابرين من خلالها إلى عذاب يومى، هى ذاتها الميادين التى تحتلها الآن الآليات العسكرية، وتغلق مداخلها ومخارجها وتمنع حركة المرور منها وإليها، وفى كلتا الحالتين شىء لم يتغير، ولم يزل الموطنون يعانون. . وكأن الحكومة التى وظفت هذه الأسباب من أجل أن تبرر قرار فض الاعتصام، تفعل الشىء ذاته.. ما يحدث يخصم الكثير من رصيد ممن أطلق عليهم المصريون حكومة ثورة، ووزراء ثائرين، ومع مرور الأيام اكتشف الجميع أن الكثير ممن حسبوا أنفسهم على الثوار، وكان يأمل الناس منهم وفيهم تحقيق الكثير، بدا أداؤهم ضعيفًا وباهتًا، ولم يرق لطموحات وأحلام الملايين التى ثارت فى 25 يناير وما تبعها من موجات ثورية وصولا إلى 30 يونيو.
ليس من المنطقى أن تستمر هذه المعاناة فى كثير من ميادين وشوارع مصر، تحت زعم منع اعتصامات أنصار الجماعة، ولم يعد مقبولا أن يتأخر قانون تنظيم التظاهر أكثر من ذلك، فهو وحده الكفيل بتحقيق هذه المعادلة الصعبة التى تعطى الجميع الحق فى التعبير عن الرأى بحرية كاملة، بعيدًا عن احتلال الميادين والشوارع وتعطيل سير الحياة فيها. . فهل تستجيب الحكومة؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسن
لافض فوك
قلت كل اللى انا عاوز اقوله
عدد الردود 0
بواسطة:
كرم عزت
بجد استاذ