فى أعقاب هوجة يناير وخلع مبارك اعتقدنا جميعا أن كلمة الفقر ستختفى فى أقل من عامين إما من خلال استعادة الأموال المهربة لمبارك ورموز نظامه أو أن المن والسلوى سيهبط على فقراء مصر ووصل الأمر إلى أن يقوم المواطن المصرى بحساب نصيبه من هذه الأموال وروج لتلك الأوهام والأكاذيب كل الذين شاركوا فى هوجة يناير من الحركات والأحزاب ولكن وبعد مرور ما يقرب من 3 سنوات من أحداث يناير لم يحصد المواطن المصرى إلا مزيدا من الفقر والمرض والجهل والسبب أن جماعة الإخوان ظلت تروج لمثل هذه الأكاذيب وخلال عام كامل من حكم الإخوان لم يقدم مندوبها فى قصر الاتحادية أى مشروع لإنقاذ الوطن من ثالوث الفقر والمرض والجهل وهو ما يعنى فشل الإخوان فى إصلاح أحوال البلاد والعباد بل إن سياسات مرسى أدت إلى مزيد من الفقر وهو أحد العوامل التى ساعدت على الإطاحة بمحمد مرسى وعزله عن الحكم فى أعقاب مظاهرات 30 يونيو.
ويبدو لى ولغيرى أن فقراء مصر لن يدخلوا جنة الأغنياء فى عام 2013 خاصة بعد أن ازدادت أعداد الفقراء ودخلت شرائح جديدة فى قائمة الفقراء وهو ما ذكره تقرير مشترك لبرنامج الأغذية العالمى والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، صدر حديثا أن حوالى %15 من المصريين دخلوا شريحة الفقراء بين عامى 2009 و2011 وأن نسب الفقر وانعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية فى مصر ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الماضية. وأورد التقرير أن «نسبة الفقر ازدادت فى المناطق الحضرية من %11 عام 2009 إلى أكثر من %15 عام 2011». وذكر التقرير أن القاهرة الكبرى تضم حوالى 3.5 مليون فرد من الفقراء فاقدى الأمن الغذائى، بينما يستمر ريف صعيد مصر فى تسجيل أعلى معدلات الفقر و«أن حوالى 13.7 مليون مصرى أى %17 من السكان عانوا من انعدام الأمن الغذائى فى عام 2011 مقارنة بنحو %14 فى عام 2009» وأن الفقراء ينفقون أكثر من %50 من إجمالى دخلهم على الغذاء لذا فهم أكثر عرضة لتقلبات أسعار المواد الغذائية بالرغم من اعتمادهم على الأطعمة الأقل تكلفة والأقل قيمة غذائية.
هذا التقرير كشف عن حجم المأساة الذى يعيش فيها المصريون منذ أكثر من 30 عاما وحتى الآن بالرغم من إسقاط نظامين هما نظام الحزب الوطنى والإخوان إلا أن الأحوال لم تتغير بل ازدادت سوءا فمتى يدخل فقراء مصر جنة الدنيا هل بعد خراب مالطا.