د. عبد الله المغازى

روسيا اليوم

الخميس، 14 نوفمبر 2013 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن تطور العلاقات المصرية الروسية هذه الأيام فى منتهى الأهمية للبلدين، وخصوصًا فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ولن أكون مبالغًا عندما أقول إننى أعلم أن الدب الروسى، سيستغل بذكائه الفرصة الذهبية بتوجه مصر إليه، تذبذب علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسيطور تلك العلاقة بقوة، ولكن بشئ من الهدوء والذكاء، لأنه يعلم أنه لن يكون فى هذه المرحلة (بديلاً كاملاً) عن الولايات المتحدة الأمريكية فى علاقتها بمصر، ولكن يجب أن تدرك الولايات المتحدة، أن وضع روسيا قدمًا ثابتة فى مصر ليس فى صالحها على الإطلاق، وخصوصًا مع مشاكلها الكبيرة اقتصادياً وسياسياً، وبالأخص مع حلفائها هنا وهناك، واهتزاز الثقة مع أوربا بسبب فضيحة التجسس على هواتف قادتها.

وأعتقد أن الأمبرطورية الأميريكية، ستضعف خلال سنوات قليلة تعد على صوابع اليد الواحدة، وستكون مثل إنجلترا "قوى عظمى سابقاً"، وبتحليل سياسى بسيط لا يحتاج لجهد، ستحتل روسيا مكانها مستغلة إمكانياتها الاقتصادية الهائلة، وعلاقاتها الطيبة وأيضًا المزيد من الأخطاء الأمريكية، وإنشغال الولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة القادمة خصوصًا فى عام 2014 بمشاكلها وصراعاتها الداخلية، وتخلى بعض حلفائها عنها رويدًا رويدًا.

ولعل زيارة الوفد الشعبى الروسى وكذلك الوفد الرسمى لروسيا عالى المستوى لمصر، هو مؤشر جيد على جدية روسيا وعزمها على تطوير علاقاتها بمصر، تمهيدًا لتغير خريطة منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن دون صدام مباشر الآن مع الولايات المتحدة بمنطق جرح الفريسة، ودعها تنزف وتضعف قوتها، بمرور الوقت.

وأتمنى من الإدارة المصرية فى بداية فتح صفحة جادة وقوية، أن تكون العلاقة مع روسيا على أساس المصالح المشتركة والندية معها، وليس على أساس الدولة التابعة لها (مبدأ التبعية).

وأنصح مصر أيضًا أن تطور علاقاتها العسكرية مع الصين وكوريا الشمالية، وتستفيد من التكنولوجيا المتطورة هناك، وأيضا من علاقاتنا الطيبة معهم, وأخيرا يجب أن تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أنها تصعب الأمر عليها فى منطقة الشرق الأوسط وبنفس غباء جماعة الإخوان تقريبا، وبالتالى تصعب الأمر على حليفاتها (إسرائيل).

لكن يجب أن يعلم الجميع أنه ليس من مصلحة مصر قطع علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذا سيكون خطأ كبيرا فى هذه المرحلة، لكن يجب على الإدارة المصرية إعادة النظر فى هذه العلاقة التى لازالت استراتيجية وهامة بالطبع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة