جلس صاحبنا «الصحفى الثورجى» أمام شاشة «الجزيرة» متحفزًا كمنصة لإطلاق صواريخ عابرة للقارات تتهم الجميع، بدءا بالجيش والأمن، مرورا بالإعلام والقضاء، وصولا للشعب ذاته الذى يتهمونه بممارسة «عبادة البيادة»، لاصطفافه خلف جيشه الوطنى، فى «معركة وجودية» يخوضها الجيش والأمن ضد «فلول الإخوان» وجماعات الإسلام السياسى، ناهيك عن طائفة الموالين تربحا أو اقتناعا بالمشروع الإخوانى الذى أجهضته إرادة شعبية ساندتها المؤسسة العسكرية.
بالطبع سيكرر صاحبنا «الثورجى» اسم السيسى عشرات المرات، ليكيل له الاتهامات تصريحا وتلميحا بينما يتابع البسطاء «حفلات الردح» سواء عبر الشاشة أو الصحيفة أو مواقع الإنترنت.
لا يحتاج هؤلاء لمواهب استثنائية، بل يكفيهم استخدام قاموس البذاءات لاتهام الجيش بشتى الاتهامات، مقابل تملق الإخوان، مع أنهم يجاهرون بأن الوطنية «وثنية»، لكن صاحبنا «الثورجى» يراهم حمائم وديعة، كانوا سيحملون الخير لمصر ولم يأخذوا فرصتهم، بل أطاح بهم انقلاب عسكرى، متجاهلا إرادة ملايين المصريين الذين تصدوا لممارسات مرسى وجماعته.
يُحذر صاحبنا «الثورجى» مما يسميه «تأليه السيسى»، وتوريط المؤسسة العسكرية بالسياسة، و«التلسين» على تجاوزات الجيش والشرطة والقضاء، وبالطبع لا يملك دليلا لاتهاماته، فلا الشعب يركع ويسجد للسيسى، ولا نشاهد جنرالات بمجلس الوزراء أو الرئاسة، لكن صاحبنا «الثورجى المتأخون» عليم ببواطن الأمور ومطلع على الغيب.
يشاهد ويقرأ قادة الجيش والأمن هذا «العُهر الصحفى» ويبتلعون مراراتهم بصبر مترفعين عن مجرد التعقيب، لأنهم ببساطة يخوضون «معركة وجودية» ستترتب على نتائجها تشكيل ملامح «الجمهورية الثانية»، ويقدمون يوميا أبناءهم الجنود والضباط ضحايا لمواجهات مسلحة تمتد من سيناء لأسوان، ناهيك عن الممارسات الفوضوية التى تقودها ميليشيات الإخوان، ومعهم حلفاؤهم من بعض «الثوريين» البارعين فى البذاءات وتخوين الجميع، بالتوازى مع التكفير الذى يمارسه الإخوان وأنصارهم من شتى الجماعات المتأسلمة.
ليس هناك ما يدعو للدهشة أن يتحالف «الصحفى الثورجى» الذى يتشدق بالليبرالية، مع اليسارى التقدمى، والفاشية المتأسلمة فهذه التصنيفات مجرد أوهام، فمن يدفع للزمار يُسمعه أطرب الألحان، بينما يجلس ملايين المصريين فى مقاعد المشاهدين، يتساءلون بمرارة عما تُخبئه الأيام من مفاجآت وكوارث، واضطربت عقولهم لتمييز الأعداء من الأصدقاء، فقد اختلطت الأوراق لدرجة تضع أبرع المحللين السياسيين بمأزقٍ، فما يجرى من عبث يستعصى على الفهم، لكن الأمر الوحيد المؤكد أن مصر ستنتصر، وستحاسب من تربحوا وارتدوا أقنعة البطولة الزائفة على حسابها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على خليل
هكذا تراها أنت بعيون رجل أمن دولة عتيق وقديم
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى يوسف
عندما تتلاقى المصالح
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا راجل تذكر الثورجيه والمتأخونون وتنسى الفلول سبب كل البلاوى والمصائب - الله يسامحك
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري وكفى
هل الأمن تهمة أو عار يا متعلم وبتاع المدارس وحبيب الإخوان ... عجبي