يجب ألا ننخدع جميعاً فى أن غضب الإخوان ورغبتهم فى الانتقام من كل المصريين فيما عداهم، يقتصر فقط على ما نراه من شغب فى الشوارع واعتداءات على الناس، أو تخريب متعمد لمنشآت الدولة، ومحاولة إثارة الفوضى، كما هو واضح للجميع. ...
ما خفى كان أعظم وأفظع.. فقد عقدت جماعة الإخوان العزم سراً على الانتقام البطئ، الذى لا يشعر به أحد بطريقة مباشرة مثل أعمال العنف والشغب وغيرها من التصرفات المعلنة.
ولكن ما زرعته المحظورة خلال فترة حكم المعزول مرسى وحرصت على توغله فى مؤسسات الدولة وأهم كياناتها الحيوية هو أخطر وأكبر مما يظهر على السطح.
لابد من البحث الجيد والتنقيب عن الخلايا الإخوانية التى تفشت وتغلغلت كتفشى الأمراض الخبيثة فى الجسد المريض والعمل الجاد على اقتلاعها من جذورها والقيام بعملية تطهير شاملة.
موضوع المقال ليس مجرد افتراضات أو تخمينات.. أنا أروى لكم هذه التفاصيل، من خلال واقعة حقيقية عشتها خلال الأيام القليلة الماضية فى أحد مستشفيات الدولة المعروفة.
كما نعلم.. أن مستشفيات الدولة أصبح بها أقسام خاصة تضاهى فى إمكاناتها وتكاليفها المشافى الاستثمارية الضخمة.
منذ عدة سنوات كانت والدتى تعانى بعض الأمراض وتم علاجها وشفاؤها بحمد الله فى أحد هذه المستشفيات التى ذكرتها عندما كانت فى بداياتها.
وكنا جميعاً نشعر بالامتنان.. لهذا المكان الرائع فى كل شئ (من خدمات تمريض، وأطباء متميزون ومعظمهم من أساتذة الطب فى مصر والوقوف بكل مهنية وإنسانية على راحة المرضى)،
فجأة ومنذ أيام قليلة... أُصيبت والدتى بوعكة صحية شديدة.. وكان إصرارها الأكبر على نقلها لهذه المستشفى تحديداً لاعتقادها أن هذا المكان مثاليا وموثوق به إلى أبعد الحدود.
بداية ومنذ لحظة دخولى من البوابة... أصابتنى حالة من اللخبطة... هل نحن فى المستشفى الخاص الذى عرفته من قبل أم فى العام المجانى؟
ثانياً: عندما كنا نحاول استدعاء الممرضة لسبب أو لآخر...... لا إجابة ولا استجابة!!!!
ثالثاً: لا خدمات غرف ولا نظافة دورية ولا تغيير لفرش الأسرة ولا، ولا، ولا... إلى آخره.
رابعاً: وعندما فاض بنا الكيل بعد أن وقع المحظور.. وبلغ الإهمال درجاته القصوى، (حتى إن الممرضة المسئولة عن جرعات الدواء الخاص بالمرضى.. كانت على وشك إعطاء والدتى علاجاً يخص مريضاً آخر. لولا شدة انتباه المرافق وتحسبه لمثل هذه الأخطاء القاتلة..... وعندما وبخت الممرضة.. ابتسمت بلا مبالاة لا تليق بمثل هذه الكارثة التى ربما يتعرض لها آخرون يومياً، وخاصة إن كانوا بمفردهم لا حول لهم ولا قوة) !!!
فكيف يكون موقفك عزيزى القارئ إذا ما تعرضت لا قدر الله لمثل هذا الموقف؟
وعندما حاولت إدراك واستيعاب هذا الانحدار المدوى الذى يغفله المسئولون عن الدولة أو ربما يتجاهلونه لسبب لا أفهمه...اكتشفت بعد السؤال والبحث وشهود العيان من الموظفين واصطف التمريض أن المستشفى معظم من يديرونها من الإخوان!!!
وأنهم برغم تدنى وتدهور الحال كما ذكرت سابقاً.. يغالون فى زيادة الأسعار بالنسبة للزائرين من المرضى. . مثلما يغالون فى عدم صرف مستحقات العاملين فى المستشفى.. وفى نفس التوقيت لا أدوية فى الصيدلية نظراً لأنها مديونة لمعظم شركات الأدوية. . فتوقف توريد الدواء !
حتى إنه عندما يحتاج المريض لدواءٍ بشكل طارئ.. يتولى ذووه البحث والتنقيب فى ساعات متأخرة من الليل..فى ظل حظر التجوال!!
حدث ولا حرج. .. وبالغ فى الحديث المؤسف عن ما فعله وما زال يفعله الإخوان من تخريب وانتقام متعمد مستتر وإضعاف لكل كيان مازالوا يسيطرون عليه حسب خطة التمكين والأخونة التى تمت بنجاح خلال العام الماضى.
كل هذه المهازل التى تضعف الدولة المصرية المنهكة التى تقاوم المرض الخبيث ظاهرياً فقط.. والذى لا تعلمه أن المرض مستشر فى الشرايين والأعضاء وحتى الأعصاب الدقيقة.
هذا هو حال مصر الآن متمثلاً فى هذا المثال الحى الذى اصطدمت به وربما صادف، غيرى أمثلة. أخرى تؤكد. ما أتحدث عنه.
لا سلامة ولا استقامة فى بناء قائم على سطح الأرض دون أساس سليم.
حذار من تغلغل الإخوان فى الأعماق وإفساد عملية البناء وزعزعتها كلما قامت لها قائمة.
أوجه نداءات استغاثة لإنقاذ الموقف من خلال كل جهة مسئولة. . سواء كانت وزارة الصحة. .. وزارة المالية. .. وزارة التعليم العالى. . وعلى رأسهم جميعاً رئيس مجلس الوزراء الذى يتجاهل كل الانتقادات الموجهة له وكأنه لا يسمع ولا يرى. ..
اللهم بلغت اللهم فاشهد.