مكملين.. كلمة لها سحر ثورى خاص، ظهرت وانتشرت وتداولها كثيرون باعتبارها كلمة السر فى مواصلة الثورة وأهدافها. لكنها اليوم مثل الكثير من الكلاشيهات والمصطلحات تكاد تفقد معناها ما لم تتحول إلى فعل ثورى يترجم إلى تحركات يومية وتنظيمات يمكنها المنافسة حتى تصل وتحقق أهدافها.
اليوم والثورة تقترب من عامها الثالث، يقف نفس الناس ليقولوا نفس الكلام ويرفعوا نفس الشعارات، من دون آلية لتحقيقها، ولا طريقة لتمكين أنفسهم أو غيرهم من تحقيق هذه الشعارات. تاهت الثورة فى دروب كثيرة وتوزعت بين الائتلافات، من دون قدرة على تكوين بنيان يجمع هذه الأهداف فى سياق مفهوم يمكن للمواطن العادى أن يتفهمه.
ربما كان من الطبيعى أن يختلف الناس، وأن يتوزع المشاركون فى الثورة إلى اتجاهات وتيارات وتنظيمات، كل حسب اتجاهه مع الاتفاق على أهداف لا تمنع الاختلاف فى التفاصيل.. وأن يعترف كل تيار بحق الآخرين فى الاختلاف وإبداء الرأى.. لكننا أمام زعامات ترفض الاعتراف بحق الآخرين فى أن تكون لهم وجهات نظر مختلفة.
ومن حيث قصدوا أو لم يقصدوا فإن هؤلاء صنعوا رموزا وزعامات لا يجوز نقدها أو الاختلاف معها، بالرغم من أن هؤلاء «الرموز» لم يكن لأى منهم قدرة على التجميع أو التنظيم، ولا أثبتت التجارب صحة وجهة نظره.
هذا الجدل نراه ونسمعه فى التليفزيون والفضائيات، وفى الشارع وعلى مواقع التواصل، حيث يعجز كثيرون عن الاشتراك فى حوار إلى نهايته.
لا يكفى أن تسعى لهزيمة خصمك بل عليك السعى لأن تنتصر، هذه الحكمة بالرغم من بساطتها لا تبدو واصلة إلى كثير من التيارات والشخوص التى تشغل الساحة وتعلن نفسها مسؤولة عن الثورة وأهدافها. حالة السياسة والأحزاب تشير إلى أن الواقع لم يتغير، اختفى الحزب الوطنى ولم تظهر أحزاب جديدة يمكنها سد الفراغ السياسى.
وبالرغم من مرور ثلاثة أعوام لم تظهر أحزاب أو تنظيمات جديدة يمكنها أن تجذب الأغلبية الصامتة أو التى كانت صامتة للمشاركة. الأحزاب الجديدة بالرغم من كثرة عددها، وحديثها جميعا عن المستقبل، لاتزال تعانى عقدة النظام السابق والأسبق، وتراه لم يتغير، من دون أن تسعى لتغييره بالطرق المتعارف عليها، المنافسة.
يبدأ الواحد منهم حديثه من يقين مطلق: إحنا مكملين وما فيش حاجة اتغيرت، ولازم نواجه ما يجرى بكل حسم، لكنه لن يشرح أبدا كيف يمكن إكمال هذا المشوار، وهو ينتزع من الناس أهم ما تقدمه الثورة، وهو الأمل فى التغيير.
وربما يحتاج زعماء اليوم الواحد أن ينتبهوا لكون الناس من الشعب العادى، ممن كانوا ينتمون للأغلبية الصامتة غادروا صمتهم، ويعبرون عن رفضهم للكثير من الزعامات التى منحتها الجماهير الفرصة والثقة، واكتشفت أنها ضللتها، لأن الزعامات لا تمتلك رؤية ولا قدرة، لا تمتلك غير الكلام والتشكيك. ويمارسون نوعا من العكننة والنكد، بينما أضاعوا الأمل الذى هو روح أى تغيير، ومن حيث يريد الزعماء الاحتفاظ بأنفسهم كأيقونات فلكلورية، ينتزعون من الناس أهم دوافع المشاركة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
مكملين تخليص على روح التغيير قبل ما التغيير يكمل تخليص على روحنا
جديدة دى
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن من جمهورية الموز
أمة فاشلة ... الأنانية المصرية العدو اللدود للتجرية الديمقراطية
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذه اهم سمات الدوله المستبده- كل شىء ضعيف الا السلطه الحاكمه الباطشه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مدنية الدوله هى اعتراف بالشعب كوحده واحده - حذفها سيؤدى الى ظهور الدوله العنصريه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الفلول قادمون حتى لو اصبح السيسى رئيسا - المؤشرات كلها تدل على ذلك
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الفلول والاخوان وجهان لعمله واحده - نفس الاسلوب فى الهيمنه والسيطره والاستغلال والقهر
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لقد نكبوا البلد بالفساد والارهاب والان يحملون الثوره مسئولية الصراخ واللطم فى وجه السلطه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ثورة 25 يناير هى الثوره الام وعلى كل مصرى ان يعظمها ويعلى من شأنها ويتمسك بكل اهدافها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
انتبهوا - المافيا تسعى لجعل الشعب مثل النعام - لا يتالم - لا يصرخ - لايطالب بحقوقه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ايها الفاسدون الفاشلون - تأكدوا ان الشعب قادر على تصحيح اعوجاجكم وكسر عظامكم
بدون