عادل السنهورى

آلو القاهرة.. هنا موسكو

الأحد، 17 نوفمبر 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرحلة جديدة فى تاريخ مصر السياسى بدأت بعد 14 نوفمبر الجارى، بعد زيارة الوفد الروسى رفيع المستوى من وزير الخارجية لافروف ووزير الدفاع شويجو وخروج موسكو من حالة «الصمت والترقب الإيجابى» للأوضاع فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، إلى حالة الشراكة الاستراتيجية مباشرة ودون المرور بمرحلة التمهيد السياسى، وأستطيع أن أقول أن مصر بعد هذا التاريخ دولة أخرى سياسياً واقتصادياً فى الداخل والخارج بفضل القيادة السياسية الوطنية التى تدير شؤون البلاد الآن وإدراكها لطبيعة المرحلة التى تعيشها مصر، وإدراكها - أيضاً - حجم وتاريخ ومكانة الوطن الذى تحكمه ودوره وإسهامه فى التاريخ الإنسانى كدولة إقليمية عظمى.

وكتبت فى هذه المساحة من قبل وقلت: إن هناك أوهاما كثيرة سوف تسقط بعد 30 يونيو مثلما سقطت مشاريع ومخططات وامبراطوريات بعد معركة 56، أول هذه الأوهام هى تراجع النفوذ الأمريكى فى المنطقة بعد الموقف الأمريكى من الثورة المصرية وانحياز ودعم واشنطن لجماعة الإخوان المحظورة والمراهنة عليها، وخاصة أن هناك على مسافة ليست بعيدة من كان يترقب تطورات الأوضاع فى مصر، قلب المنطقة، للقفز إلى قلب المشهد، وهو ما حدث من الدب الروسى وفى الطريق التنين الصينى أيضاً، فى خطوة استراتيجية هى بداية لتغيير درامى فى بنية العلاقات الدولية وخريطة منطقة الشرق الأوسط بسبب «الغباء السياسى للإدارة الأمريكية».

موسكو الآن على الخط المباشر مع القاهرة بزيارة غير مسبوقة وباتصال هو الأول من نوعه أمس من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى الرئيس عدلى منصور، وبكلمات واضحة ومحددة بأن الدعم الروسى بلا حدود لإرادة الشعب المصرى بعد ثورة 30 يونيو وأن تستعيد العلاقات المصرية الروسية زخمها وتميزها، فى إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية، معرباً عن تطلعه لاستمرار التواصل المباشر مع الرئيس عدلى منصور.

فى المقابل أمريكا المنزعجة والمرتبكة قلقة من التقارب الاستراتيجى المصرى الروسى ولم يعد أمامها إلا الاعتراف بالأمر الواقع والتعامل معه رغم رفضها له، وهذه فرصة استراتيجية لمصر فى أن تعيد التوازن لعلاقاتها الخارجية التى يجب أن تستند على استقلال القرار المصرى وعدم الدخول فى دائرة التبعية السياسية سواء لموسكو أو واشنطن أو بكين، فالمعادلة السياسية الآن تشمل أطرافا عربية أيضاً وتحديداً دول الخليج العربى الشقيقة التى تحدت بإرادة مستقلة العناد الأمريكى وأعلنت دعمها ومساندتها الكاملة لمصر، موسكو والقاهرة والرياض وأبوظبى والكويت.. وبكين خارطة دولية جديدة تتشكل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة