الكثير من الناس يقول إنها تحب الله سبحانه وتعالى ويحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دون تفكير فى معنى العبارة التى نطقت بها ودون أن تشعر فى أعماق وأغوار نفسها وقلبها ببحور الأحاسيس والانفعالات التى يجب أن تتفجر فى كيانها فيحدث تغير نورانى فى السلوك، وفى نمط التفكير الذى تعيش به فى عالميها الخاص والعام.. الحب هو عاطفة جياشة أشبه بالنور والنار تغمر كيان المحب بعد أن تعلق قلبه ووجدانه وفكره بالمحبوب الذى تعرف فيه على جوانب الجمال والكمال، وأدرك أنه لابد من الاقترب منه والتعلق به وعدم البعد عنه وإن كلفه هذا حياته، وأن البعد عنه هو أشبه بتحول كيانه إلى العدم. كما أن المحب يرى ويدرك بعقله وبقلبه أن كل السبل التى تبعده عن محبوبة مرفوضة رفضا تاما ويتيقن المحب أن لا حياة له بعيدا عن محبوبه، وبالتالى يسخر كل فعل وخاطر وإحساس لإرضاء محبوبه. فالسيدة العابدة رابعة العدوية تقول: راحتى يا إخوتى فى خلوتى.. وحبيبى دائمًا فى حضرتى.. لم أجد لى عن هواه عوضا وهواه فى البرايا محنتى.. حيثما كنت أشاهد حسنه.. فهو محرابى إليه قبلتى.
ويقول سلطان العاشقين سيدى عمر بن الفارض رضى الله عنه:
مَا لِـى سِوَى رُوحِى وَبَاذِلُ نَفْسِهِ
فِى حُبِّ مَــنْ يَهْوَاهُ لَيْسَ بِمُسْرِفِ
فَلَئِنْ رَضِيتَ بِهَــا فَقَدْ أَسْعَفْتَنِى
يَا خَيْبَةَ المَسْعَى إِذَا لَمْ تُسْعِــفِ
المحب لله سبحانه وتعالى يذكره فى كل فعل وقول ويصلى على النبى الهادى ويذكر الآية: «إن كنتم تحبون الله فاتبعونى» فهو الدليل والرحمة والمحب الأعظم لله.