لو سألت أى واحد حضر فى التحرير ومحمد محمود بالأمس.. لماذا ذهبت وماذا فعلت؟ لن تجد إجابة واضحة أو شافية، وهل كان الهدف هو مجرد احتفال بالشهداء، أم محاولة لتذكر أهدافهم، ولماذا ماتوا؟. فالدفاع عن حق الشهداء يعنى الدفاع عن أهدافهم، وليس فقط الاحتفال والتذكر. لكننا تفرجنا على عرض من عروض مكررة، واشتباكات ومشاحنات، تاهت فى زحامها القضية الأساسية.. ورأينا من يطبق نفس الخطوات، وينتظر نتائج مختلفة.
هناك من راح لمحمد محمود من أجل أن يكسر النصب التذكارى الذى قررت الحكومة إقامته فجأة، وهل كان تحطيم النصب اعتراضا على أنه سيئ أم اعتراضا على الفكرة من الأصل؟، وهل هو موقف من الحكومة كلها واعتراض على الببلاوى؟، الذين فعلوها لم يفسروا سبب تصرفهم، ولم يفكروا فى شرح وجهة نظرهم، الأمر الذى جعل القضية كلها غامضة وملتبسة. تماما مثلما كانت الأحداث الأولى نفسها. كان يمكنهم تفسير هذا ليس لأنفسهم، وإنما لغيرهم. حتى لايتحول الأمر إلى مجرد استعراض بائس مثل باقى الاستعراضات السابقة.
التحرير، ومحمد محمود، جمعا بالأمس تشكيلة يصعب تمييز أى منها، فلا توجد علامات أو كارنيهات تكشف ما إذا كان هذا ثورى أو ألتراس أو جماعة أو مندسا أو بلطجيا، خاصة وأن كثيرين من المعلنين فى كل هذه الفئات فضلوا الابتعاد عن حدث، ظهر من بدايته أنه بلا هدف. وطبيعى أنه فى مثل هذا «المولد» تقع اشتباكات، وضرب ومولوتوف من هنا أو هناك، لتعود الأحداث تشتعل من جديد، وتضيع فيها القضية. والأهم أنه لا أحد يعرف «من يريد ماذا؟ ولا من أين تؤدى إلى أين؟». إذا كان هناك من يقول إنه من الثوار، فمن الطبيعى أن يكون لديهم تصورات عن أهداف يريدون تحقيقها، لكن إذا استمعت إلى أناتهم من فوق كنبات الفيس بوك، ستجد إعادة تذكير بأحداث سابقة، وتكرارا لنفس البكائيات، أو استعادة لبطولات وهمية لم تؤد إلى نتيجة. فقط تصبح الثورية مجرد كلام، وتباهى، وافتخار بأحداث كلها مجرد هزائم وخداع. والأهم أنهم يتوقفون عند نفس النقطة، لايغادروها، ويواصلون تضييع الوقت، واستهلاك الجهد من دون استعداد.
سترى الذين تعرضوا للخداع أول مرة، يذهبون بأنفسهم للخداع ثانى مرة، وهناك من يشجعهم على السير فى نفس الطريق بلا هدف واضح. نفس الكلام والشعارات، بلا مراجعة أو توقف. ولم ينتبه أحد من كل هؤلاء لتحديد هدف واحد تحقق، أو إنجاز فى طريق تحقيق الأهداف، واعتبار التظاهر وسيلة وليس غاية.
لكن كما توقعنا تحولت الذكرى إلى زحام، ومولد يجمع الهاجع والناجع والمندس والألتراس والثورة، ومؤيدى الجماعة. واختفت الثورة والشهداء الذين يفترض أنهما موضوع الذكرى، وحلت مكانهما مشاحنات واستعراضات. لاتفيد غير هؤلاء الذين يريدون نارا وصراعا جديدا، يسقط فيه المزيد من الضحايا، ليعود الحدث عن طرف ثالث، أو غامض، بينما هناك طرف واحد أكثر وضوحا. هو الطرف الأهبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اؤكد لك معظم الموجودين الان فى محمد محمود هم من المندسين وليس الثوار او الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
احياء ذكرى محمد محمود يجب ان تكون بتجديد اهداف ثورة يناير وليس برمى الطوب والمولتوف
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ثوار يناير كنسوا ونظفوا التحرير قبل رحيلهم اما مندسى يناير فهم الذين حطموا واحرقوا وقتلوا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الهدف من التجاوزات واضح -تشويه ثورة يناير ومحوها باهدافها من الذاكره
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
تذكرنا طوب محمد محمود ونسينا قطار دهشور - وهكذا تمضى بنا الاحداث نتذكر ثم ننسى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
العلاقه بين الحد الادنى والحد الاقصى يمكن تشبيها ب ورك فرخه مقابل خروف ( يوميا )
المفروض تكون العلاقه ورك فرخه مقابل فرخه كامله
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اما معدومى الدخل والبطاله فمسموح لهم صيد الاسماك والضفادع وكل ما تجود به البلاعات و
صناديق القمامه
عدد الردود 0
بواسطة:
أماني
طرف ثالث.. وطرف أهبل....و العجلة المفرغة بدلا من عجلة الأنتاج