لا يختلف اثنان أن حلمى طولان نجح فى تحقيق بطولة مستحيلة لميت عقبة فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها نادى الزمالك خلال السنوات الماضية، وتحديداً فترة توليه المهمة كانت جميع الأمور سيئة سواء على مستوى الخلافات بمجلس الأبيض بين عباس وزملائه وغضب النجوم شيكابالا وعبدالواحد السيد وأحمد حسن أو رحيل الآخرين إبراهيم صلاح وسيسيه ومندومو مع توهان الموجودين أحمد جعفر وحازم إمام وعبدالشافى.
فى فترة وجيزة نجح طولان المدرب الكبير والرجل الشيك فى احتواء أغلب المشاكل وتعامل بواقعية مع جميع الأزمات واستعاد شيكا وعبدالواحد وجعفر بدائل للذين رحلوا ورفعوا معنويات الفريق بشكل سريع والأهم هو فرض النظام والعدالة داخل صفوف الزمالك، ووجدناه مرة يستبعد عبدالوحد السيد من رحلة أفريقيا وكررها مع الصقر أحمد حسن رغم نجوميتهما ولكنه أقر الالتزام.
ومع رحيل مجلس عباس وقدوم كمال درويش ورفاقه كان حظه «حلو» بوجود النشيط الدؤوب أيمن يونس النجم السابق، والذى تولى الإشراف على الكرة فى وقت بطولة الكأس فى مراحلها الأخيرة وبالتعاون والجهود الكبيرة فى حل المشاكل سريعاً، وأبرزها التجديد لإمام وعبدالشافى وإخلاص النفوس، عاد الأبيض لمنصة التتويج ليخطف كأس مصر، ولكن بعد الفوز والفرحة صعدت على الساحة أزمة تخفيضات رواتب الجهاز الفنى للفريق الأول وكثر الكلام عن ارتفاع مبلغ طولان الذى يصل إلى 150 ألف جنيه شهرياً.
ووفقاً للغة الاحتراف والكرة هذا الراتب يستحقه طولان كمدرب كبير صاحب تاريخ وإنجازات، ولكن هذا يصطدم مع الظروف المالية الطاحنة فى ميت عقبة، وقرارات مجلس كمال درويش لتخفيض النفقات والسعى لتسديد أكبر قدر من الأموال المتراكمة، ومع الشد والجذب ومحاولات يونس؛ طولان يرفض ويفكر ويهدد بالرحيل، وبالطبع الخاسر الوحيد هو الزمالك الذى عاد للبطولات بعد صيام طويل.
أعتقد أن حلمى طولان فى اختبار صعب لأنه يعشق الزمالك الذى يقدر دوره وجهوده، ولابد من حل سريع، وشوية على المدير الفنى وشوية على الإدارة ويخرج الاثنان من الأزمة.