ابتكر أحد العلماء الأمريكيين، دواء جديدا لازال قيد التجارب، قادر على تدمير المضخات التى تقاوم العلاج الكيميائى، والذى يعالج السرطان، وهو من ثلاث طبقات والذى يطابق فكرة عرائس "الماتشوكا" الروسية، والتى تعمل على القضاء على الخلايا السرطانية دون مقاومة.
قال الدكتور عمرو لطفى أستاذ علاج الأورام، بطب عين شمس، إن العلاج الجديد للأورام يقتبس فكرة عرائس "الماتشوكا" الروسية حيث اكتشف أحد الكيميائيين اكتشافا فريدا من نوعه، واخترع دواءً لعلاج الأورام مكون من ثلاث طبقات ويعتبر بمثابة القذيفة المتعددة المراحل.
وأكد الدكتور عمرو لطفى، أنه بعد أن كان هناك سؤال دائم يلح على أغلبية أطباء علاج الأورام، وهو لماذا لا تستجيب مجموعة من الأورام للعلاج الكيميائى، أصبحت الإجابة على السؤال ممكنة، بعد أن عكف الباحثون على معرفة السبب، حيث إن كل الاختبارات المعملية تؤكد حساسية خلايا الورم للأنواع المختلفة من العلاج الكيميائى فكان هناك لغز يجب أن تفك شفراته، وهو أن السبب وراء عدم استجابة خلايا الورم للعلاج الكيميائى، لأنها كأى كائن حى تدافع عن نفسها ضد أى تأثير خارجى مدمر ومن ضمن آليات الدفاع عن تلك الخلايا وجود مضخات تعمل على طرد العلاج الكيميائى عند دخوله للخلية السرطانية وبالتالى لا يتبقى داخل الخلية كمية من العلاج الكيميائى كافية لتدميرها، فهذا يكون سببا كافيا فى عدم استجابة الورم للعلاج الكيميائى.
واكتشف العلماء أبعد من ذلك، حيث تم قياس نسبة العلاج الكيميائى داخل الخلية تحت تأثير هذه الأنواع من المضخات وكانت النتائج مذهلة إذ أنه لم يتبق بداخل معظم الخلايا التى تحتوى على هذه المضخات إلا نسبة لا تزيد عن 2% من العلاج الكيميائى المخصص لتدميرها.
وأوضح أن هذه النسبة ليست كافية إطلاقا لتدمير هذه الخلايا، فابتكر هذا الكيميائى الباهر أمريكى الجنسية هذا النوع من العلاج والذى يعتبر بمثابة القذيفة متعددة الطبقات نفس فكرة عرائس "الماتشوكا" المتداخلة، حيث تتكون الطبقة العلوية من أحماض خاصة عليها مستقبلات معينة تلتحم بمثيلاتها على خلايا الورم فقط دون المساس بخلايا الجسم السليمة، وتتكون الطبقة الوسطى من مادة أخرى تدميرية تدمر كل المضخات الضارة التى تقوم بطرد العلاج الكيميائى، وبالتالى تفقد الخلايا السرطانية خط الدفاع الهام ضد الاحتلال بالعلاج الكيميائى.
وقال أما الطبقة الداخلية، فيكون بها كمية من العلاج الكيماوى كافٍ لتدمير تلك الخلايا.
وجدير بالذكر، أنه تم اكتشاف تلك المضخات وتقسيمها إلى أنواع متعددة متخصصة لكل نوع من العلاج، فيوجد مضخات خاصة بطرد العلاج الكيميائى، وأخرى لطرد العلاج الهرمونى وثالثة خاصة بطرد العلاج المناعى والعلاج الموجة، ويعكف العلماء الآن على ابتكار أنواع جديدة من العلاجات تدمر مختلف أنواع المضخات، مما يضمن وصول الدواء بأكمله إلى داخل الخلايا السرطانية ومن ثم تدميرها والقضاء عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة