حكومة الدكتور حازم الببلاوى مازالت تنظر بعين الخوف والفزع من دول العالم الخارجى فى اتخاذ قراراتها، وهذا ما يفسر حالة الرعشة والارتباك المسيطرة عليها فى التعامل مع ملف الإخوان فى الشارع المصرى، والعالم الخارجى وخاصة عواصم الدول الكبرى مثل واشنطن وباريس ولندن وبرلين جربت كل وسائل الضغط على مصر بعد 30 يونيو لإعادة حكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى وانحازت للجماعة الإرهابية لمصالح خاصة بها فى المنطقة ولقدرة التنظيم الدولى للإخوان وعدد من الدول التى تدعمه فى التأثير الاقتصادى والسياسى على قرار بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا -للأسف، ومع ذلك فشلت تلك الدول فى التأثير على إرادة الشعب المصرى فى التراجع عن ثورته وتقرير مصير وبعد أن واجهت صلابة وعنادا ووحدة هذا الشعب فى مواجهة كل الضغوط التى مارستها ضده بما فيها تجميد المعونات والمساعدات من جانب واشنطن أو التلويح بوقفها من جانب باقى العواصم الغربية بل ومسارعتها إلى منع مواطنيها من السفر إلى مصر.
أقولها بصراحة أن فشل مراهنة تلك الدول بالتنسيق مع التنظيم الدولى للإخوان على كسر الجيش المصرى وانقسامه هو الذى أدى إلى سلسلة التراجعات فى الموقف الخارجى من مصر، وليس لحكومة الببلاوى فضل فى ذلك، فقوة الجيش وصلابته وتصديه للإرهاب فى سيناء وداخل الوادى والدلتا وحسمه ووضوحه فى التعامل مع العالم الخارجى وشعبيته الجارفة بين المصريين هى من ساهمت إسهاما حقيقيا فى التراجعات الدولية، وخاصة من جانب الولايات المتحدة التى أدركت حجم الخسائر الضخمة المترتبة على موقفها ضد ثورة يونيو وتجميدها للمساعدات، فقد أعلن جون كيرى وزير الخارجية بالأمس واعترف «بأن الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير . حتى روسيا كانت تترقب فى صمت تطورات الأوضاع وما إذا كان المخطط الدولى سوف ينجح فى مصر، فسارعت إلى القاهرة بعد تأكدها أن الجيش المصرى صلب وقوى بدعم من شعبه بما يكفى لمواجهة المؤامرات الخارجية وأذنابها فى الداخل.
وكما ذكرت صحيفة البيان الإماراتية بالأمس فإن نجاح مصر فى سياستها الخارجية يؤكده تأكيد الفريق السيسى الإصرار على مقاتلة كل من يرفع السلاح فى وجه الجيش والدولة، والنجاح الآخر هو موقف وزير الخارجية الأمريكى. الثبات والصلابة والقوة والنظر فقط إلى المصلحة الوطنية هى سبب النجاح حتى الآن فى مواجهة الضغوط الدولية، فهل تتعلم الحكومة من الجيش؟