استيقظت مبكرا فوجدت إن كل مشكلات مصر قد حلت وباتت بلادنا تعيش أزهى عصور الرخاء والناس فاضية وعلى هذا الأساس ولأن الشباب بعد أن أنجز ما لا يمكن إنجازه لم يجد له حلا لمشكله الفراغ إلا التظاهر فى الساعات التى لا يعمل فيها أصبح التظاهر هو وسيلة الترفية للشباب الذى أنهك نفسه عملا وارتقى بالوطن الذى وصل إلى مصاف الدول المتقدمة، فكرت شوية وبعدين "طسيت وشى بشوية مية" وأصابتنى خيبة الأمل على شباب مصر الذى بات التظاهر هو حياته وكأن مصر بدون مشكلات نتفرغ لها، طيب انظروا إلى أوروبا وأمريكا وقوانين التظاهر فيها مش هى صاحبة النعمة على أغلبكم.
ماذا أصاب الشباب؟ سؤال بالفعل يحتاج إلى وقفة والى تحليل والى تركيز إعلامى محترم من أجل إنقاذ الوطن مما أصابه من شيخوخة مبكرة فى ظل سعى الأفراد إلى مصلحتهم بغض النظر عن مصلحة البلاد وبعد أن تحولت ظاهرة التظاهر إلى استرزاق للبعض.
وبمجرد صدور قرار التظاهر انبرى من يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيين بالهجوم على القانون وعلى من أصدروه مطالبين بإسقاطه والتظاهر ضده يا سلام على روح الوطنية ويا سلام على حلاوة فلوس التظاهر ويا سلام على الحرص على مصلحة الوطن.. فعلا مصر بدون تظاهرات تكون دولة متخلفة ورجعية وقمعية – بحسب رأى البهوات المتظاهرين - أية الحلاوة دى مصر قرفت من أمثال هؤلاء مدعى الوطنية وكل من افتكر نفسه ناشط سياسى وهو أساسا لا وجود له أو تواجد فى الشارع إن فكر حتى فى الحشد أنها مسميات هلامية لا تغنى ولا تسمن إلا أصحابها على حساب مصلحة مصر.
مبدئيا أنا شخصيا ضد قمع الحريات أو منع التظاهر السلمى المحترم مثل دول العالم يعنى أتظاهر دون قطع طرق ودون تعطيل مصالح الناس ودون إفساد أو فساد فى الأرض.. أتظاهر آه أقطع طريق لأ، أحصل على حقى آه استولى على حقوق الآخرين لأ.. فى مصر نحن نعرف لكن لا ننفذ كل واحد عايز مصلحته حتى لو خربت البلد.
السؤال الثانى لماذا تركز أغلب وسائل الإعلام على التفاهات ولا تتفرغ مثلا لمدة شهر كامل للبحث عن آليات وحلول ومقترحات لمشكلات الفقر والبطالة والانحلال الأخلاقى والتدهور الأمنى تخيلوا شهرا كاملا لا تتحدث الفضائيات عن متظاهرين أو قطع طرق أو تكفير الآخرين تتفرغ لمصلحة مصر تخيلوا شهر واحد من الإعلام الوطنى المحترم يساهم فى حل مشكلات مصر لكن للأسف الإعلام لديه اهتمامات ومآرب أخرى وأشياء إن تبد لكم تسؤكم لديه مصالح "هى يعنى جت عليه الناس كلها بتدور على مصالحها".
وطبعا الإعلام لن يفعل ذلك ولا النشطاء العظام كذلك ولا المتظاهرين وسنظل نبحث عن مصلحتنا الخاصة الفردية ثم يقع الوطن وتضيع كل المصالح وساعتها أبقى افتكر إن "المصالح كلها مشتاقة لك".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة