- مجرد التفكير فى إصدار قانون التظاهر يعنى أننا أمام حكومة فاشلة، رئيسها يعرف مسبقا أن قانونه سيتعارض مع الدستور «الذى يكفل حق التظاهر»، وأن الإخطار المسبق ضد ما حققه المصريون خلال ثورتين، وأن خروج القانون بدون حوار لائق يعنى أن صبر الحكومة نفد، وأنها قررت أنها تعرف مصلحة المواطن أكثر من المواطن نفسه، وتسرع الداخلية فى قمع المتظاهرين السلميين يعنى أننا جميعا فى مشكلة حقيقية، كلنا يعرف الضغوط، ويقدر الدور العظيم الذى يقومون به فى محاربة الإرهاب، المشكلة أن الحكومة تبحث عن خصوم جدد، وتعطى فرصة للممولين من الغرب «أن يحللوا الفلوس اللى بياخدوها»، ما معنى أن يتقدم شخص ما بتظلم لمنع مظاهرة، ولماذا لا يكون الإخطار قبل المظاهرة بساعات، وما معنى أن يتعامل القانون الجديد على حق التظاهر باعتباره «جريمة على وشك التحقق» ويعطى غطاء قانونيا للقمع؟ حكومة الببلاوى تعود بقطاع عريض إلى أجواء نهايات زمن مبارك، تفكر فى رفع الدعم، تفكر فى الخصخصة مرة أخرى، تفكر فى طرح مشروع الصكوك، تمنح الإخوان فرصة العودة إلى الشارع بجوار رموز القوى المدنية، القوى المدنية التى خاضت أعظم معاركها ضد حكم الإخوان، مصر ليست فى حاجة إلى قوانين أخرى، مصر فى حاجة إلى حكومة تحب الفقراء وتؤمن بأن الحرية خط أحمر، حكومة مشغولة بالمستقبل، ومؤمنة بأن نظام مبارك لن يعود وأنه مع نظام مرسى باتا من الماضى، عليهم أولا التصدى للذين يستخدمون السلاح لترويع المواطنين، والتصدى للذين احتلوا الأرصفة فى كل مكان، عليهم أن يعرفوا أن مصر تغيرت، وأن الذين بدأوا بهم أمام «الشورى» هم أعداء الفاشية «بعضهم لا يعنينا» وأعداء الإرهابيين،.. ليس عيبًا أن تتراجع الحكومة فى هذا التوقيت، لأنه كان من الأفضل إقرار قانون لتفعيل وتنفيذ العقوبات الواردة فى «قانون العقوبات».
- اعترف وزير التربية والتعليم بأنه توجد فصول فى الجيزة بها 120 تلميذا، وأن الحكومة ستفتح حسابا بنكيا بعد أيام لتلقى تبرعات لبناء مدارس جديدة، وقال- لقناة الحياة- إن الوزارة رصدت 76 مدرسة إخوانية لم تلتزم بالنشيد الوطنى، وإنه سيشكل مجالس إدارات لكل مدرسة بعد وصول المذكرة التفصيلية بحكم حظر المحظورة وتجميد أموالها، الصحف تناولت مدارس الإخوان فقط، ولم يتحدث أحد عن حال التعليم، ولا الحكومة التى تتسول لبناء مستشفيات ومدارس، الوزير مثل زملائه السابقين قال للأهرام مس الأول كلاما يقال منذ أربعين عاما: «الرئيس أعلن أن المشروع القومى الذى سوف يتبناه هو التعليم»، وقال إن الرئيس سيقوم بتكريم الذين أنجزوا الخطة الاستراتيجية للتطوير فى قصر الاتحلدية منتصف الشهر المقبل، سيتم تكريم ناس لم نتمكن من معرفة ما أنجزوه، أما الإبداع الحقيقى فى كلام محمود أبوالنصر «الخطة تتضمن تطوير المناهج بما يحقق ترسيخ الانتماء الوطنى المصرى والحفاظ على الهوية المصرية العربية الإسلامية، وصولا إلى المنهج الفردى الشامل»، تماما مثل ديباجة الدستورالجديد، بلاغة تخلصت منها ثورتان، لم يتطرق أحد إلى أحوال المدرسين المادية ومستواهم العلمى وغياب التدريب الكافى، لم يتحدث أحد عن آفة التلقين، وجعل الاختبارات التحريرية «المكتوبة» المصدر الوحيد لقياس التحصيل وتحويل هذه الاختبارات إلى غاية، بالإضافة إلى غياب الوسائل المساعدة، ناهيك عن بعد المناهج عن المجتمع.. الذى يعيش فيه التلاميذ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة