قبل أن تقرأ..
هذه السطور ولدت قبل شهر من الآن بعد القبض على بنات الإخوان فى الإسماعيلية والإسكندرية بتهمة رفع بلالين عليها شعارات رابعة والتظاهر دعما لمرسى، ولم أكن أتخيل لحظتها أن فيروس السذاجة والفاشية قد عشش وتمكن لهذه الدرجة من السادة القائمين على إدارة شؤون الدولة فى الأجهزة المختلفة.. وتعال شوف بنفسك ياسيدى!!
تستمد الأنظمة السياسية احترامها وقوتها من جلال ووقار تحركات أجهزتها الأمنية، وتتحول الدولة إلى مرمى يستوعب أهداف النقد والسخرية إن رزقها الله بقيادات أمنية تمارس عملها على طريقة «الفيل فى المنديل»، أو «العملية فى النملية» كما كان الحال فى رائعة فؤاد المهندس «شنبو فى المصيدة».
لا أبخس رجال الأمن أو القضاء حقهم وهم يواجهون الإرهاب، ولكن على الجميع إدراك أن قرارا ضبطيا واحدا أو حكما قضائيا غير مدروس، أو تصرفا أمنيا واحدا غير منطقى فى ظروف صعبة مثل تلك التى تعيشها مصر وهى تحارب تيارا إرهابيا يحظى بدعم خارجى، يشوه أجزاء كبيرة جدا من صورة الثورة المصرية.
أقول لك ذلك، لأن المنطق ومن اخترعه ربما يسقطان ضحية السكتة القلبية لو وصلهما خبر أن بعض المواطنين فى مصر يتم إلقاء القبض عليهم بتهمة حيازة ملصقات عليها إشارة رابعة، أو كتب ومجلدات إخوانية التأليف أو الهوى، أو لأن أحدهم رفع إشارة رابعة فى طابور مدرسة أو داخل مصلحة حكومية، ولاحقا تم الحكم عليه بالسجن 11 سنة!!
أسمعك تقول إننا نتكلم عن حوادث فردية لا تستحق التعليق أو التحقيق أو الخوف؟
لا يا سيدى نحن نتكلم عن كارثة أمنية ومنظومة عدالة تنتمى لقوائم المهازل التى تسقط دولا، أو تضاعف مساحات الرقع السوداء فى ثياب السلطة.
يا سيدى.. الرغبة الأمنية فى التعملق والقمع تحت شعار محاربة الإرهاب أصابها الجنون ووصلت إلى تلك الدرجة التى دفعت قوات الأمن فى الإسماعيلية إلى اعتقال خمس فتيات، والتهمة- لحظة واحدة أضحك قبل أن أكتب لك تهمة اعتقالهن – توزيع بلالين عليها علامات «رابعة» بالقرب من القسم، ثم تكرر الأمر بصورة مختلفة فى الإسكندرية مع بنات تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة عشرة والثالثة والعشرين.
التهمة- يا مواطن- حيازة بلالين، التهمة- ياعم الحاج- حيازة بلالين عليها إشارة رابعة، التهمة- يا ست ياللى فى أول طابور العيش- حيازة بلالين، التهمة- يا حاجة ياللى ورا، ويا بنت ياللى قدام، ويا عمو اللى ماسك ريموت التليفزيون، ويا مذيع ياللى بتحرض ليل ونهار على عودة الشرطة إلى سابق عهدها- حيازة بلالين.
وصدقنى إن كانت تهمة اليوم حيازة بلالين عليها إشارات رابعة، فتهمة الغد ستكون نفخ البلالين، أو صناعة البلالين نفسها، وتهمة ما بعد الغد ستكون النفخ زهقًا، كل مواطن يتم ضبطه فى الشارع أو داخل مصلحة حكومية وهو يتأفف، وينفخ زهقا من حال البلد أو الروتين الحكومى سيتم اعتقاله بتهمة النفخ.
المسألة مضحكة، يا سيدى، أنت تعتقد ذلك، ولكن لا تتماد فى اعتقادك، لأن كل تصرف أمنى أهوج يمنح الإخوان وغيرهم فرصة لتصدير هذه الحوادث للخارج وكأن الثورة قامت فى مصر لقمع الحريات، والسادة فى الأجهزة الأمنية وأروقة الدولة السياسية صامتون غائبون عن الوعى دون تقديم أى تفسير أو تحرك لمنع هذه المهازل.
هى إذن لعنة أمنية تبحث عن الخلاص السريع من صداع الإخوان بجمعهم فى السجون دفعة واحدة، دون تحريات واقعية وحقيقية عن ارتكاب جرائم دموية أو تحريضية أو اختراق لقانون الدولة، وهذا الاستسهال الأمنى يمنح الإخوان وغيرهم فرصة كبرى لتشويه الثورة، وتحويلها إلى حركة قمعية، وإعادة تقديم الجماعة مرة أخرى للمجتمع فى ثوب ضحية الاضطهاد الأمنى والإقصاء السياسى.. استقيموا وأفيقوا يرحمكم الله.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ло
كل اللى حدث من الاخوان الجماعة الارهابية التخريبية من حرق وتدمير وموت وخراب ومازلت تدافع ع
التعليق هو العنوان !
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
يا عزيزى هل تتخيل كذلك انك تدافع عن الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
تقول لمين الكلام ده... مافيش فايدة في تغيير عقلية الداخلية
عدد الردود 0
بواسطة:
اه يابلد
الى 2 الامر ليس تعاطفا من الكاتب مع هؤلاء ولكن لو نظرت الى اشكال هؤلاء الفتيات وهن
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد حمدى
لا يا راجل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
rery
الموضوع مش بلالين
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
أخيرا أخيرا أخيرا يا سابع
لأول مره أرى انصافا فى هذه الاوانة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
رقم 6
بارك الله بكم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود فرنسا
!!
عدد الردود 0
بواسطة:
خليجي
كلمة حق في زمان ظالم