محمود صلاح

دموع الكلام

الجمعة، 29 نوفمبر 2013 01:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ما نخطئ فى حق الآخرين ونحن نمضى فى أيام حياتنا. لكننا قليلاً ما نعترف بأخطائنا هذه.. أو نطلب المغفرة والسماح من هؤلاء، الذين تسببنا لهم فى الأذى أو الآلام.

وفى بعض الأحيان إذا اعتذرنا نتصور أن الخطأ أو الجريمة التى ارتكبناها فى حق الغير قد سقطت من الحساب أو كأنها لم تحدث أصلا. ونحن نطلب من الناس أن يسامحونا على أخطائنا، ونتعجب كثيراً إذا رفضوا نسيانها ونتهمهم بأنهم أصحاب قلوب سوداء لا تنسى الإساءة ونتناسى أننا أنفسنا نكون فى منتهى القسوة إذا أساء لنا أحد وأننا من الصعب أن نسامح أو نغفر.

وصحيح أن الله يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به، لكن غير صحيح أن الله يغفر لنا الأخطاء التى ارتكبناها فى حق غيرنا من البشر ولم نندم عليها ولم نحاول تصحيحها أو تعويض من أسأنا إليهم أو اعتدينا على حقوقهم ولم يسامحونا فعلاً من قلوبهم، وهذه النقيصة لا يتميز بها أفراد بعينهم.. بل هى طابع معظم البشر. إننا نكون بالنسبة للآخرين قضاة حين يخطئون، ونكون محامين بالنسبة لأنفسنا إذا جاء الخطأ على أيدينا.. ونحن نقبل على الناس ما لا نقبله على أنفسنا وننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «أحب لأخيك ما تحب لنفسك».. ورغم أن المثل يقول «الاعتراف بالحق فضيلة» لكننا لا نعترف إلا عندما نكون على حق.. أما فى حالة ارتكابنا أخطاء فمن الصعب جداً أن نعترف رغم إدراكنا فى قرارة نفوسنا أننا مخطئون، وكأن الاعتراف بالخطأ جريمة أخرى وكأن الاعتذار عنه جريمة أبشع!

وسوف تكون الحياة أسهل كثيراً إذا أخطأت فى حق أحد.. واعترفت له ببساطة أننى مخطئ.. وطلبت منه بصدق أن يسامحنى وقدمت له الدليل على ذلك أو حاولت تعويضه عما سببته له من أذى أو ألم. إصرار المخطئ على أخطائه وعلى أنه لم يفعل شيئاً. هو السبب وراء تحجر القلوب وتصلب المواقف وحالة العداء والتربص التى أصبحت طابعًا لعلاقات الناس بعضهم ببعض.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد العقدة

الاعتراف بالحق فضيلة

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء اسماعيل

اخطأت فى حقي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة