يسبق كلامنا سلامنا يطوف ع السامعين معنا، عصفور محندق يزقزق كلام موزون وله معنى.. أو مالوش معنى ولهذا فنبدأ بالكلام اللى له معنى عند الجميع وهو بالصلاة على النبى وكل من له نبى يصلى عليه، أما اللى قد لا يكون له معنى أنى أطلب منك أيها القارئ العزيز أنك تفضى دماغك ولو لدقائق من كل ما يعلق بها من شوائب فى صورة أفكار مسبقة أو معلبة أو مقولبة عن كل حاجة وأى حد أو حدث فى مصر، كل ما هو مطلوب من حضرتك أن تتخيل نفسك ممثلا مرتجلا يطلب منه مخرج ما أن يؤدى له ثلاثة أدوار ليجربك، الدور الأول هو أن حضرتك جزء من شعب مصر، شاب غض متدفق ثائر ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ومناهض لقانون التظاهر، الدور الثانى واحد من عموم شعب مصر المحروسة حياتك ملخبطة ومش طايق الحكومة المزفلطة، أما الدور الثالث فهو وزير الداخلية أو بالأحرى ضابط من ضباطها أو عسكرى من فقرائها.
الدور الأول: شاب فى العشرين من عمره قامت الثورة وهو فى السابعة عشرة من عمره، ومنذ ذلك الحين وهو غير راض عن أى شىء، وطبعاً له حق ووجد أن قضية «لا للمحاكمات العسكرية» فرصة ليشعر بارتباطه بكيان ثورى لا فرصة فيه لأحد أن يتهمه بعديد من الاتهامات المعلبة تجاه بعض الفصائل السياسية، وبعدين هو مطلب ثورى فخيم، وهو متناغم مع مطالب الثورة عيش حرية وعدالة اجتماعية، الدور يتطلب أن تكون مراهقا أو كبيرا لكن صاحب روح شابة إضافة لأن تكون زالف اللسان شوية، ومن مرتادى مقاهى وسط البلد التى تضم نماذج بعضها جيد وبعضها لديه مشاكل نفسية وبعضها لديه مشاكل مادية، بالعربى الدور صعب لأنه يحمل كثيرا من التناقض وفى ذات الوقت هو دور لشخصية تحمل عنوانًا للحق، وقضية تؤمن بها، والخلاصة هى شخصية ستؤديها مرة كنبى ومرة كنصاب ومرة كمخدوع ومرة كمراهق ومرة كواحد بتاع أى مصلحة.. الدور الثانى: هذا الدور لا يتطلب سنا معينة أو طبقة بعينها وبالتالى ملابس معينة، هذا دور أسهل كثيراً فى الأداء فصاحبه طلعان روح اللى جبوه من الحكومة ومن الشعب معاً رغم أنه واحد منهم، طول الوقت يشتم الشعب ويشتم الحكومة ويقول عليها حكومة خايبة ونايمة ومش عارفة تحكم وجبانة وسايبة البلد مفكوكة.
الدور الثالث: هذا الدور يتطلب ملابس خاصة رسمية حسب درجتك فقد ترتدى «بدلة» لو كنت الوزير أو ملابس ضابط أو ملابس عسكرى غلبان، المهم أنك فى الخدمة داخل وزارة الداخلية، جمعوك الصبح وقرأوا عليك قانون التظاهر وقلولك انزل الشارع ولو لقيت مظاهرة طبق القانون ومعاك خرطوم مياه، طبعا لا تنس أنك شخصية تعانى من كثير من المشاكل الشخصية والنفسية والضغط العصبى وتشعر كمان أن الشعب محتاجك ساعات وساعات مش طايقك، نزلت الشارع وقفت أمام مظاهرة طبقاً للقانون عليك بفضها طلبت من المتظاهرين يمشوا، شوية من زالفى اللسان شتموك مسكت أعصابك وعملت الخطوة التانية رشيت مية، قلبت غم، الشتيمة زادت والضرب اشتغل جريت ورا العيال مسكت اللى مسكتوا، الدنيا اتقلبت تعمل كده ليه؟
خلصت الأدوار بعد أن وصفت لك بعضاً من ملامحها وليس بالتأكيد كل الملامح، فأى منها تختار لتبدأ به امتحان الأداء؟! أما أنا فأرى أن كل الأدوار صعبة، كلها تحمل تناقضا لا دور فيها أبيض، كتصورنا عن الملائكة ولا دور فيها أسود كتصورنا عن الشياطين، ربما أسهل الأدوار هو دور رابع أن تجلس على كى بورد أو أمام كاميرات وتفتى وتقيم الأداء كما أفعل أنا الآن، رغم أنى للأسف وأنا أؤدى هذا الدور السهل أعيش بعضًا من كل دور من الأدوار الصعبة.. وكما بدأنا كلامنا بكلام له معنى سننهيه بنفس المعنى فكل من له نبى يصلى عليه ويبقى عصفور بيقول كلام له معنى أو مالوش معنى، فنحن نعيش فى مكان وزمان صعب المعنى والفهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدحلمى
يسلم فمك
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
حقا