يقال إن أحد الجماعات الإرهابية اكتشفت أن نصف أعضائها يموتون أثناء التدريب على التفجير الذاتى، لذلك لا تتعجبوا حينما يخرج علينا شباب الإخوان ليحطموا الجامعات ويرهبوا الطلاب ويخربوا التعليم، ثم يطلبوا تأييدا اجتماعيا وسياسيا، الأمر أشبه بسفاح دخل إلى بيتك وربطك فى مكانك وأخذ يسرقك وهو يحكى لك عن مأساته مع الفقر والجوع ليطلب منك بكل صفاقة أن تتسامح معه وهو يسرقك أو تعذره، لو اضطر لأن يقتلك، لذلك فإن 25 يناير بريئة من هؤلاء الهمج ومن تصوراتهم الحمقاء بأنهم حماة الثورة وفرسان مطالبها، هم باختصار يشوهونها بهذا العنف العشوائى غير المفهوم ويحولونها إلى مصدر إرهاب وذعر، بعد أن كانت مصدر الحرية والفخر، بل إنهم يحطمون كل ما وهبته ثورة 25 يناير من حقوق وحريات للجميع، فها نحن مضطرون للموافقة على قانون التظاهر وتجريمها ولو نسبيا بعد أن كانت حقا مشروعا وحصنا منيعا لحريات كل المواطنين وها نحن نلجأ للشرطة لحماية الجامعات، بل ويطلب منها البعض مجبرا أن تتواجد داخل المدرجات وأن تمنع بشكل أو بآخر النشاط السياسى للطلاب، الأخطر أن تلك الحركات الإرهابية الخرقاء لبعض المنتمين للإخوان أو الداعمين لهم، أعطت الحق للسلطة المؤقتة فى أن تفرض الحظر وتقيد الحريات وتعلن قانون الطوارئ وتوجه كل اهتمامات الشرطة وقوتها للأمن السياسى لا للأمن الاجتماعى، وسواء رغبت السلطة الحالية فى ذلك أو لم ترغب فقد رجعنا مرة أخرى إلى موقعنا القديم (فى العشة)، والسبب هؤلاء الأغبياء الذين يظنون أنهم قادرون بالإرهاب والتروع على تغيير إرادة شعب أو تجميل وجوههم القبيحة التى كانت السبب الرئيسى لانتفاضة 30 يونيو، وفى النهاية لم نأخذ منهم إلا الخسارة وتلك الضحكات الغبية التى يضحكها زعماؤهم الحمقى وهم يسحبون للمعتقلات. هم يخسرون بهذا العنف أى تعاطف أو تأييد أو أمل. فلا نظامهم سيعود ولا رئيسهم سيعود ولا جماعتهم ستعود ولكنهم أشبه بقناوى المجذوب وقصته مع هنومة فى باب الحديد، حينما ظن أن قتله لها سيجعلها تشعر بحبه.. فهل علينا أن نكرر خدعة عم مدبولى ونقول (البس بدلة الفرح عشان نجوزك لهنومة يا قناوى) حتى يهدأوا ويعودوا مسالمين.