يعتقد الكثيرون أن مرض "الرئة السوداء" هو مجرد وصف يُطلَق على من يسرف فى التدخين فتتحول رئتيه للون الأسود، ولكن "الرئة السوداء" مرضٌ حقيقى يصيب الجهاز التنفسى.
لفت الدكتور قاسم الرفاعى أستاذ أمراض الباطنة والصدر بمستشفى الصدر، إلى أن مرض الرئة السوداء هو مرض مستقل بذاته يصيب الرئتين من فرط استنشاق غبار الفحم الحجرى إلى أن تتخذ اللون الأسود من شدة الإصابة، وتشتهر الإصابة به بين عمال حفر المناجم منبع الفحم الحجرى.
وأشار الرفاعى إلى أن "الرئة السوداء" مرضٌ خطير أبسط مخاطره تتمثل فى ضيق التنفس مرورًا بالإعاقة المُحتَمَلَة لأجزاء فى الجسم مع التعرض المتتالى لنِسَبٍ كبيرة من الغبار، وصولاً إلى النتيجة الأخطر وهى الوفاة.
وأضاف الرفاعى "أنه لا تظهر فى أغلب الحالات أعراض المرض إلا بعد مرور فترة طويلة من الإصابة قد تصل إلى سنوات، وهنا تكمن خطورته على الحياة، لذا لا يتم اكتشاف الإصابة بهذا المرض فى الغالب إلا بعد أن يكون العامل قد قضى دهرًا فى المناجم يعمل بها ويستنشق هذا الغبار الضار بشكلٍ فيه استمرارية وانتظام".
وأكد الرفاعى أن رائحة الفحم الحجرى تتسلل إلى الرئتين والتَعَرُّض لها بشكلٍ مباشر ومنتظم يعمل على إثارتهما، مما يصيب المريض بتلفٍ شديد فيها إذا ما استمر فى استنشاق هذه الرائحة أكثر، وهو ما يحدث فى الحالات المتقدمة من الإصابة، فيشعر المريض بضيق شديد فى الصدر وعدم القدرة على التنفس بحرية مصحوبًا بآلام شديدة ومتفرقة فى الصدر.
وشدد الرفاعى على ضرورة الكشف الدورى على عمال المناجم والقاطنين حول المناجم لاكتشاف أية إصابة مُبَكِّرة، وتحديد حجم الإصابة ومحاولة علاجها، مشيرا إلى أن هذا المرض ليس له علاج سوى الوقاية منه وعدم التعرض قدر الإمكان لغبار الفحم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة