قرأت كلام الرئيس المعزول محمد مرسى الذى انفردت به الزميلة «الوطن» فى سبق صحفى مميز بالمعايير المهنية، وبعد الانتهاء من قراءته لم أصدق أن يكون هذا الرجل الذى ينطق أو بالأدق يهذى بهذه الجمل والكلمات كان يجلس على كرسى الرئاسة فى مصر، ويحكم الشعب المصرى لمدة عام كامل. مرسى يجب أن تضاف إلى محاكمته تهمة أخرى بعد هذا الحوار وهى تهمة «العبط والهبل السياسى»، فالرجل ما زال يعيش فى غيبوبة وإنكار، ويطالب المحيطين به فى محبسه بأن ينادوه بـ«سيادة الرئيس»، ويعترف بثورة الشعب ضده ثم يعود وينكر ما قاله فى أحاديثه السابقة أثناء الجولات الانتخابية للرئاسة، فهو لم يقل إنه لو خرج ضدى 10 سوف أستقيل ويعلن فى بجاحة أو توهان «محصلش». يعترف مرسى أن الشعب ثار ضده فى 30 يونيو ولكنه كان يريد فرصة لإقالة الحكومة التى كان «فيه ناس بيقولوا إنها حلوة وبتستحمل».
ما ذكره مرسى عن غزة هو اعتراف من رئيس متورط فى مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وفقًا لما تراه واشنطن وتل أبيب، والتخلص نهائيا من نضال شعب كافح من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مرحليًا على الضفة الغربية وغزة، فالمعزول يعترف صراحة وببلاهة سياسية منقطعة النظير أنه كان يريد إقامة قنصلية لغزة فى القاهرة وأخرى لمصر فى غزة..!! هل هذا كلام يصدر عن رئيس يفترض أن به عقلا وخلقه الله بلسان وبصر وبصيرة. كيف كان هذا الرجل مع جماعته البائسة يحكمون مصر؟ هذا السؤال كنت أتمنى أن أصرخ به فى وجه أى إخوانى ما زال فى رأسه بقايا عقل. هل هذا هو ما تطالبون بعودته مرة أخرى لحكم مصر بعد ثورة الشعب عليه؟
على من قرأ هذا الكلام من جماعة الإخوان أن يخجل من نفسه ويصمت ويمتلك الجرأة والشجاعة ويعترف بخطأه فى الدفاع عن مثل هذا الرجل الذى يحتاج إلى طبيب نفسى لتحليل هذيانه وتخاريفه وتناقضاته التى تذهب به جهنم وليس محاكمته فقط.
محاكمة مرسى اليوم لن يرضى الشعب أن تكون جنائية فقط، وأن يتكرر خطأ محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فمحاكمة مرسى هى محاكمة سياسية لرئيس وجماعة مارست أقصى أنواع النصب والاحتيال السياسى على الشعب المصرى طوال 80 عامًا حتى وصلت للحكم.