جارى فى السكن الأستاذ «…..» يتصادف أحيانا أن نلتقى فى الطريق فلا نضيع الفرصة أو بمعنى أصح لا يضيع هو الفرصة فيسألنى: إيه رأيك؟
فأقول: فيم؟
فيقول: فى البلد مثلا؟
فأقول دائما: ربنا ينجى مصر ويحميها من كل شر.
فيقول: آمين.
وهكذا كلمة هنا وكلمة هناك حتى أصل أنا إلى باب منزلى فنتفرق على وعد باللقاء.
وبالأمس التقينا على غير ميعاد كما يحدث كل يوم، فقال: صباح الخير يا عمنا.
قلت على الفور: صباح النور.
فلم يتركنى أكمل الجملة، وقال بلهفة: النور.. الله يفتح عليك وهو النور بالظبط كده.
قلت مندهشًا: ماله النور؟
قال بارتياح واضح: هو النور هو مفيش غيره.
قلت: هو النور مقطوع عندكم فى البيت؟
ضحك وهو يقول: فى البيت بس؟ يا أستاذ أحمد النور مقطوع فى مصر كلها من يوم ما شرفونا زعماء عصابة الإخوان.
قلت: مش فاهم عبارة «من يوم ما شرفونا» ممكن من فضلك توضح لى شوية.
قال: أوضح لك إيه بالضبط؟
قلت: توضح لى عبارة «من يوم ما شرفونا»؟
قال: هو أنا ياعم أحمد لو زرتك فى بيتك مش انت أو المدام أو الأستاذة نوارة بترحبوا بيا؟
قلت: ده شىء طبيعى.
قال: مش بتقولوا شرفتنا أو نورتنا أو أو أو.
قلت: أيوه بس ده إيه علاقته بزعماء الإخوان؟
قال: هو أنت ياعم أحمد مش عايش فى الدنيا؟
قلت: هنتبدى نغلط أهه.
قال: يتقطع لسانى لو فكرت أغلط فيك.
قلت: ما هو أنت عمال تلف وتدور ومش عاوز تجاوبنى على السؤال.
قال: السؤال اللى هو إيه بالضبط؟
قلت: الله يخرب بيتك يا ابنى افهم.. أنت اللى قلت من يوم ما زعماء الإخوان شرفونا مش كده؟
قال: هو كده يا عمنا.
قلت: أنا يعنى بسأل شرفونا يعنى إيه ما احنا وهما متلقحين فى البلد دى من قديم الأزل وإلى أن يشاء الله.
قال لى: بس أهو كده اللغز حل نفسه بنفسه.
قلت له: وبناء عليه؟
قال: أنا بأقول شرفونا يعنى جم بلدنا مش زارونا فى بيوتنا.
قلت: وهما قبل ما ييجوا بلدنا كانوا فى أنهى خرارة؟ ما هم من بلدنا برضه.
ضحك بشماتة وقال: شوفت أنت ازاى يا أحمد كنت فاهم غلط.
قلت له: هو إيه اللى أنا كنت فاهمه غلط؟
قال لى: كنت فاهم أنهم من بلدنا وعايشين معانا هنا.
قلت له: وهو ده غلط؟
قال لى: ياعم أحمد دا أنت لفيت الدنيا كعب داير بقى ما قابلتش حد فيهم بره مصر؟
قلت له: أنا قابلت كتير منهم ولكن فى المعتقل، إنما بره مصر أو حتى جوه مصر عمرى ما قابلت حد فيهم زى ما يكونوا بيختفوا بالنهار ويطلعوا بالليل.
قال لى: ياعم أحمد دول عندهم شقق وفلل فى أرقى العواصم الأوروبية، أنت ما تعرفش؟
قلت: أيوه فعلاً بس أنا معلوماتى عنهم كلها بالسماع إنما لو المسائل كده هما يبقوا عايزين من مصر إيه؟
ضحك وقال لى: ولسه وأنت شاعر الشعب المصرى مافهمتش هما عايزين من مصر إيه؟ عايزين يحكموها.
قلت له: بالعافية؟
قال لى: ده إذا الشعب المصرى ماكلش الأونطة فى عبارة السمع والطاعة.
قلت له: لا هما ولا أتخن منهم يقدروا يأكلوا الشعب المصرى الأونطة.
قال لى: عارف والله ياعم أحمد، لكن هما مش عارفين.
قلت له: وبناء عليه؟
قال لى: حيصطدموا حتما بالشعب المصرى.
قلت له: وهل تعلم نتيجة الصدام.
قال: وهى دى عايزة تعلم أو تجهل ما هى النتيجة معروفة سلفًا.
قلت له: وحينها يغمر النور الميادين والشوارع والقرى والنجوع.
قال: ونشوف نمشى بقى؟
قلت: وهل هذا ممكن؟!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة