لماذا حاول البعض تصوير يوم محاكمة الرئيس المفعزول على أنه يوم غير عادى، يجب أن يقعد الناس فى بيوتهم، يغيب الموظفون عند أشغالهم ويخاف الأهالى من ذهاب أبنائهم إلى المدارس، أو النزول إلى الشوارع لقضاء مصالحهم؟ من روجوا لهذه المخاوف هم من تنظيم الإخوان المحظورة وأسبابهم معروفة إثارة حالة من الهلع لدى عموم الناس وتصوير محاكمة المعزول على أنها فى حد ذاتها خطأ قد يؤدى إلى كوارث فى الشارع المصرى ويضغط على خوف الناس على أمنهم وسلامتهم.
الإخوان راهنوا على هذا الخوف الغريزى لدى الناس وغذوا الاعتقاد بأن «الجماعة» قادرة على تهديد أمن الشعب بأكمله وتعطيل مصالحه المهددة أصلاً بحكم الأوضاع الاقتصادية الهشة وراهنوا أيضاً على الدفع بعدم شرعية المحاكمة متجاهلين ثورة 30 يونيو وما تلاها من أوضاع على الأرض، كما يراهنون على تشويه النظام المصرى بعد الثورة عبر رفع قضايا خاسرة أمام الجنائية الدولية أو أمام محاكم دول يمكن أن تقبل نظر مثل هذه القضايا.
الإخوان تحركوا على هذه المسارات الثلاثة، لكن المسار الأساسى الذى يراهنون عليه هو خوف الناس من محاكمة مرسى ورموز الإخوان، ولذلك هم يمارسون أقصى درجات العنف والبلطجة وينتشرون من مكان إلى آخر فى القاهرة والمحافظات لشل حركة الناس وتعطيل مصالحهم وقبلاً لإيهامهم بأنهم سيخسرون حال استمرار إجراءات المحاكمة.
إضافة لذلك يتحرك عناصر الجماعة فى وسائل المواصلات والأماكن العامة ينشرون هذا التهديد المصحوب غالباً بسب الحكومة والجيش والدعوة على السيسى لقياس رد فعل الناس فإذا سكتوا زادوا فى دعايتهم الموجهة متنقلين من مكان إلى آخر وذلك فى جميع المحافظات.
مواجهة مخططات الإخوان تبدأ بالصلابة النفسية وممارسة الحياة بشكل طبيعى، الموظف فى مكان عمله والطالب فى مدرسته أو جامعته والمصالح الحكومية مفتوحة أمام المواطنين وقوات الأمن فى أماكنها لمواجهة أعمال الشغب والبلطجة وعموم الأهالى يبتسمون أمام هرتلات وأوهام الإخوان لا يعيرونهم التفاتاً ولا يشتبكون معهم، بل يرفعون فقط شعار النصر الذى يغيظهم ويؤكد لهم أن دعايتهم الموجهة ترتد إلى نحورهم كما تؤكد لهم أن محاكمة مرسى ورموز الجماعة المحظورة ستسير فى مسارها مهما أمعنوا فى إنكارهم ورفضهم لأولى خطوات العدالة الانتقالية.