الأحلام الجميلة.. والأمانى الطيبة.. عنوانان يصلحان شاهدى عدل، أو هما لسان حال الشارع الكروى المصرى، ولعلهما يتصدران أيضا قائمة المسكنات التى يتناولها سكان شارعنا الكروى ليستطيع مواصلة العلاج من أمراض «الصبر»!
شارعنا الكروى عزيزى سيادة القارئ يستعد لاستقبال النسخة الأصلية لـ«كأس العالم».. الشىء الذى لم نشارك فيه على مدى الدهر الكروى أيضا سوى مرتين يتيمتين عامى 1934 و1990.. ومن ساعتها ونحن نرفع كل الشعارات، ونبحث عن كل تمائم الحظ، وكل جداول الضرب، ودراسة كتب التاريخ والجغرافيا.. وفى كل مرة لا تسلم الجرة!
زيارة نسخة كأس العالم، والمحدد لها جولة فى محافظات مصرية عدة، جاءت خلال فترة عصيبة يتلاشى فيها ضوء الحلم، وإن كان لايزال يضىء على الأقل نظريًا وحسابيًا باعتبار أن المصريين لا يعرفون اليأس، بل قادرون على قهر «الجنرال مستحيل».. وتاريخ المحروسة زاخر بأكثر من انتصار على الجنرال مستحيل بالفعل.. ولكن!
بكل تأكيد لو أن «جول ريميه» هذا المهاجم الفرنسى الذى صنعت الكأس لتحمل اسمه ووزنها وقتها، وتحديدا عام 1930، 4 كيلوجرامات من الذهب الخالص، كان يعرف أن مشاركة المصريين ستكون «نصف قرنية»، ربما لكان رفض وضع اسمه باعتبار أن فرنسا ومصر بلدان لهما ثقافة وجذور، ويتوافقان فى الكثير من المجالات، أهمها أن الجمهورية الفرنسية لمعها «الجنرال ديجول».. والجمهورية المصرية أضاءت نور الحرية مع الجنرال «جمال عبدالناصر» رحمه الله.
الكأس أو النسخة الأصلية التى ستستمر زيارتها لمصر 72 ساعة، ثلاثة أيام، نحتها النحات الإيطالى «سيلفيو غازانيغا»، لتصبح مزارًا لمن لا يستطيع الاقتراب واللعب!
الزيارة التى تبدأ ظهر الرابع عشر من شهر نوفمبر الجارى بتنظيم مصرى، يجب أن نحتفى بها «شعبيًا» وشبه «رسميًا»، بصورة تليق بمنطق الزيارة.. وأيضا تجعل الحدث وخارطة طريقه تنال علامة كاملة أمام إعلام وصحافة العالم، خاصة أن التنفيذ بأيدى شركات مصرية أعدت للرحلة بامتياز.
نحن نريد.. أو الشعب يريد أن تلقى نسخة «كأس العالم» الضوء على كل شاردة وواردة على أرض المحروسة، فهى تستطيع أن تخدم السياحة، وأن تعطى فرصة للإعلام العالمى للتجول بشكل كامل لرصد الشارع المصرى بكل حرية، حتى لا يخرج علينا «بعض» الإعلام الممول بكلام غير موجود على الأرض.. فعندما يكون الأمر مرتبطًا بكرة القدم.. فالأرقام حقيقية، والاستقبالات حميمية، لا شرقية، ولا غربية.
الزيارة يمكنها أن تعيد الأمل فى كل شىء فى شارعنا الكروى، وأن تعطى عنوانًا جديدًا هو: «لسه الأمانى ممكنة».. وفى السطر الثانى: نحن قادرون.. مستعدون.. يأتى جيل قادم هزم الفساد والجماعة وأحرز هدفين فى مباراة العمر، والتى لم تشهد وقتًا إضافيًا، ولا ضربات جزاء فى 25 يناير و30 يونيو، ليذهب لكأس العالم «المونديال» كل مرة.. وده مش بعيد.
الشعب الكروى يريد أن يعبر عن سعادته رغم تلاشى الحلم.. نعم يمكن أن نفرح مع «نسخة» الكأس، بعيدًا عن المقولة الكوميدية «إحنا مش هانروح كأس العالم.. هو اللى هاييجى»!
أحلم.. وليسمح لى جيل الأحلام أن أحلم معه بأن تشهد الزيارة فتح ملفات الفساد، واستعادة الآمال.. بل أريد أن تكون زيارة أو نوبة تفتيش على كل ما هو قادم.. فلا مكان بعد هذا لتجار أفراح الكرة، ولا «أصحاب الفضل» المتربحين من الكرة، و«النكسجية» بتوع أعلى ميزانية.. إنها ملفات ستفتحها الزيارة التاريخية، لكن خلينا نحلم ونفرح ونشوف «الكأس».. بس ماتنساش.. «لسه الأمانى ممكنة».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة