سعيد الشحات

ترقبوا الهارب عبدالماجد فى «المفسديون»

الأحد، 01 ديسمبر 2013 06:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هرب عاصم عبدالماجد إلى قطر، وفى بيان للجماعة الإسلامية قاله صفوت عبدالغنى أحد قادتها، أن «الشيخ» لم يتخلف عن إخوانه ولم يتركهم يواجهون مصيراً غامضاً، بل إخوانه هم الذين دفعوه دفعاً لاتخاذ هذا القرار ليواصل معهم مسيرة الثورة، وأضاف عبدالغنى، أن عبدالماجد من حقه أن يفر بدينه ودعوته إلى أرض أخرى يمارس فيها العمل لدينه.
ومع التحفظ على لقب «الشيخ» الذى أنزله بيان الجماعة على عبدالماجد، فإن دور الرجل فى الخارج سيشمل أشياء كثيرة، ستحرّض جميعها على العنف والإرهاب لأن ذلك هو الدور الوحيد الذى يجيده بامتياز، وسيكون ظهوره على شاشات الفضائيات المحرّضة على ذلك مثل قناة الجزيرة بمثابة الأداة التى سيبث منها سمومه بتكفير الآخرين كما تعود الناس منه طوال فترة حكم محمد مرسى، غير أن استخدامه للتليفزيون كأداة فيه تناقض لقناعته الدينية التى تحرّم مشاهدته، بما يعنى أنه يوظف فهمه لنصوص الدين طبقا لحاجته، وليس لأغراضها الصحيحة كما أنزلها الله سبحانه تعالى، واستدل على ذلك بقصة جاءت فى كتاب «الخروج من بوابة الجحيم» للباحث والكاتب ماهر فرغلى، وهو كتاب يحكى تجربة 13 عاماً قضاها فى السجون لانتمائه إلى الجماعة الإسلامية، فماذا تقول القصة؟
أثناء وجود عناصر الجماعة الإسلامية فى السجون أيام حكم مبارك، تقرر دخول التليفزيون إلى زنازين المسجونين من الجماعة، وكان هذا حدثاً كبيراً بالنسبة لهم، لكنه أثار انقساماً حول، «هل يجوز مشاهدة التليفزيون أم لا، وتلخصت هذه المعركة فى توصيف التليفزيون بـ«المفسديون»، كتعبير عن أنه يفسد من يشاهده.
ولما كان هذا الانقسام محتدما بين الجميع، كتب عبدالماجد فتوى أرسلها إلى بعض أعضاء الجماعة المعروفين بـ«علمانيى سجن الفيوم»، واكتسبوا هذا التوصيف لأنهم كانوا ممن يناصرون مشاهدة التليفزيون فى الزنازين، وقال عبدالماجد فى فتواه: «مسألة التلفاز التى نحن بصددها تتمثل فى شىء اختلف اجتهاد الأمير مع اجتهاد بعض الأخوة، وأمر الأمير إما أن يكون واجباً أصلاً كإقامة الصلوات فلا حق لأحد فى معارضته، ومن يعارضه آثم، أو أن يكون أمراً مندوباً فيصير واجباً لوجوب طاعته، أو يكون أمره معصية فلا تحل موافقته».
أثارت هذه الفتوى ما يسمون بـ«علمانيى سجن الفيوم من الجماعة»، فماذا كان العمل منهم؟، يقول «فرغلى»: «حينما كان يأتى إلينا مشايخ أعضاء الجماعة للسجون أو يعود الذين ذهبوا منا بعد أداء الامتحانات فى الجامعة، يقولون لنا إن المشايخ الآخرين يؤكدون أن رأى عبدالماجد هو رأى خاص به، وأما رأى الباقين أن التلفاز مباح طالما سيلتزم الإنسان بضوابط الشرع الحنيف فى السماع والمشاهدة»، وهكذا كان الرأى المضاد من داخل الجماعة فى مواجهة رأى عبدالماجد.
تقودك هذه القصة إلى أشياء كثيرة، منها بالطبع حالة الانغلاق التام الذى فيه هذا الرجل، كما أنه يطوع النص الدينى طبقا لهواه وأجندته الإرهابية، وفى هذا الأمر تأتى أسئلة من نوع: «لماذا كان يظهر فى التليفزيون طالما أنه يحمل هذه القناعة التى ينسبها إلى الدين الإسلامى؟، ولماذا سيظهر كما هو متوقع فى أى قناة فضائية ستستضيفه حتى يبث سمومه الإرهابية نحو مصر؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة