يا إلهى.. يوما بعد يوم يتكشف المخطط.. نشطاء السبوبة ومدعو الثورية، وأعضاء الطابور الخامس من الذين يطلقون على أنفسهم -كذبا وبهتانا وتضليلا- «النخبة»، يعيدون سيناريو المجلس العسكرى السابق برئاسة المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، وبدأوا يهتفون ضد القوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسى، فى محاولة حثيثة لإعادة سيناريو الدفع بالإخوان، من جديد للمشهد السياسى.
يا إلهى.. ما أشبه الليلة بالبارحة، نشطاء السبوبة والنخبة الفاشلة، من زعامات وهمية، وأحزاب ورقية، وإعلاميين متلونين، ومجموعة «فيرمونت» الشهيرة الذين استحدثوا مصطلح، عصر الليمون، لاختيار مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، ووقفوا خلفه فى المؤتمر الصحفى الشهير، كخفراء العمدة فى القرية، فى وضع مخز وعار عليهم، كل هؤلاء يسلبون من الحرباء ألوانها الخادعة، ليتلونوا بها حسب مقتضيات الأمور، فى عودة لعرض نفس المسرحية، وتأدية وتمثيل نفس الأدوار الذى لعبوه فى المرحلة الانتقالية الأولى، فى خديعة كبرى.
هؤلاء جميعهم، وبعد وصول «مرسى» للحكم، انقلب الإخوان عليهم، ونكلوا بهم، وبدأوا يستجدون قيادات القوات المسلحة، بشكل عام والفريق السيسى بشكل خاص، التدخل وإزاحة الإخوان من المشهد السياسى، ورفض الجيش، فقرروا تنظيم المظاهرات، والمسيرات، وكان فى كل مرة يَجُرّون أذيال الخيبة والوكسة، للفشل الذريع، فى عمليات الحشد، حتى جاءت فكرة تمرد، وهنا تلقفها المصريون، وخرجوا بالملايين فى الميادين، وأسقطوا الإخوان، فأصيبوا بصدمة مروعة، لم يتخيلوها.
أيضاً.. عندما دعا الفريق عبدالفتاح السيسى المصريين للنزول يوم 26 يوليو، لتفويضه لمحاربة الإرهاب، وراهنت النخبة المزيفة، ونشطاء السبوبة، على عدم خروج المصريين، بل تمنوا ألا يخرج مصرى واحد، وكانت اللطمة الموجعة على وجوههم، عندما خرج المصريون أكثر عددا من الذين خرجوا فى 30 يونيو، وكان هذا اليوم هو الأسوأ فى حياتهم.
بعدها حاولوا لملمة أنفسهم، وتجميع شتاتهم، لوضع أيديهم فى أيدى الإخوان، واستغلوا مناقشة مادة المحاكمات العسكرية فى الدستور الجديد، وإقرار قانون التظاهر، ليعودوا من جديد على مسرح الأحداث، ولكن فاتهم هنا أن الجمهور ازداد وعيا، وفطن للمخططات، وأدرك أنه وطوال 3 سنوات سار وراء شعاراتهم، ودفعوا ثمنا باهظا من حياتهم وأمنهم، وراحة بالهم، وفطنوا أيضاً أن هؤلاء يتعاملون مع البلد بكل مقوماتها على أنها «دمية» يحركونها كيفما يشاءون.
هنا.. أدرك المصريون، ومن خلال شهادات المستقيلين من حركة 6 إبريل، ونظرائهم، أنهم وقعوا فى مصيدة «سبوبة» هؤلاء، خاصة بعد تصريحات «مشيرة محسب» أحد مؤسسى حركة ٦ إبريل للزميلة المصرى اليوم والتى كشفت فيه عن قنبلة عندما أكدت أن أحمد ماهر لم يشارك فى أى مظاهرة، دعت لها الحركة، وأنه عندما كانوا يطالبونه بالمشاركة يرفض تحت زعم أنه مطلوب أمنيا، موضحة أن أحمد ماهر يسافر إلى أمريكا، ليعطى دورات فى كيفية التغيير السلمى، فى مقابل حصوله على مبالغ طائلة.
أأدركتم هنا أن أحمد ماهر ورفاقه، والنخبة الفاشلة، لماذا لا يريدون استقرار البلد؟ وأن كل همهم أن مصر «تولع» ليظهروا على مسرح الأحداث وتطلبهم أمريكا وتركيا وغيرهما، وتملأ جيوبهم بأموال طائلة مقابل تنظيم دورات، وإلقاء محاضرات، وهو الشىء المعلن، لكن ما خفى كان أعظم.
المصيبة أن ما كشفته «مشيرة محسب» عن الحركة يثير الدهشة، عندما أكدت أن عدد أعضاء الحركة فى كل محافظة لا يتجاوز 20 عضوا، أى أن عدد كل أعضاء حركة 6 إبريل، 540 عضوا فقط، فهل هذا العدد يتحكم فى مصير 94 مليون مصرى، ما هذا الهراء، إنه صناعة وتصدير الوهم، واستعراض العضلات الخاوية، بالشتائم وقلة الأدب، والصوت العالى.
المصيبة، الناس أعطت ظهرها لهؤلاء جميعا، من أمثال أحمد ماهر، ورفيق دربه محمد عادل، وعلاء عبدالفتاح، ومصطفى النجار، وعبد الرحمن يوسف، وعمرو حمزاوى، وجميلة إسماعيل، ومحمد البرادعى، والمخرج خالد يوسف، وأحمد فوزى، الذى يقول لشهداء الجيش والشرطة بلغة المخاطب، سقط منكم شهداء، ونحن سقط منا شهداء، وكأنهم شعب، والمصريون جميعا، شعب غير شقيق.
هؤلاء المزايدون بشعارات دم الشهداء، وشباب الثورة «النكى»، وكأن الشعب المصرى كله ملوث، سيأتى يوم سيسجل التاريخ مواقفهم، فى صفحات الخزى والعار، الذين قايضوا بمستقبل البسطاء والغلابة بمصالح وشعارات القلة القليلة، فهنيئا لكم تجارتكم.