نحن نمتلك مهارات الجلوس على الأكاذيب فى المشهد المصرى ترفض الأكاذيب أن تتساقط وإنما تتكاثر وتتكاثر ونصدقها وكأن الاكاذيب مشروبا قوميا نحتسيه علنا مجانية التعليم أكذوبة كبرى والأصدق أن المجانية هى الجهل وفاتورة الجهل تقتل مصر، نضال طه حسين وحلمه فى بقاء مصر تحت مظلة التنوير والعلم بأن يكون التعليم كالماء والهواء تبخر فى الهواء, لم يكن له العمر, الطويل فالتعليم أصبح اسما بلا معنى وملوث كالماء والهواء. مجانية التعليم التى كانت إحدى أكبر إنجازات ثورة يوليو, أصبحت مع مرور الوقت نكبة كبرى وجاءت على حساب الجودة فى التقرير السنوى لمنظمة التنافسية العالمية حول جودة التعليم حصلت على المركز الـ148 وهو المركز الأخير فى ترتيب الدول.. فضيحة وكارثة.
ولكننا مازلنا نعيش أكذوبة المجانية واكذوبة التعليم، فنسبة الأنفاق على التعليم فى موازنة الدولة حوالى 14% فى الميزانية الإجمالية يذهب 95% منها مرتبات للمدرسين والعاملين ما يقرب من 30% من سكان مصر يعانون من الفقر وفقا للتقرير الاخير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.. إذن ليس كل المصريين قادرين على تعليم أبنائهم وبالتالى لا سبيل أمامهم إلا التعليم المجانى الحكومى ولكن الحقيقة أنه لا مجانية تعليم فى مصر.. فى مدارسنا الحكومية تدفع الأسرة 50 جنيها رسوما مدرسية وتدفع أكثر من 5 آلاف جنيه دروسا خصوصية وما زالت هناك أكذوبة كبرى تسمى المجانية والتعليم بفلوس ولكنها لا تذهب للدولة وتذهب لجيوب أباطرة الدروس الخصوصية الذين يزاولون نشاطا غير رسمى لا يدفعون عنه ضرائب.
الدروس الخصوصية لها أكثر من تقدير, السيناريو المخفف يقدرها بـ4 مليارات والسيناريو المتوسط يقدرها بـ5 مليارات والسيناريو المرتفع يصل بها إلى 15 مليارا، أما تكاليف مجموعات التقوية فى المدارس الحكومية فهى فى المتوسط 16 مليون جنيه ومازلنا نرفع شعار مجانية التعليم، حجم إنفاق الأسرة المصرية على الكتب الخارجية بقدر بـ625 مليون جنيه إنفاق هائل وعائد هزيل على رأى شيخ التربويين حامد عمار المدارس طاردة للتلاميذ ومحتوى التعليم يرسخ الجهل والمجانية أكذوبة على الورق فقط، مجانية التعليم موجودة فى أغلب دول العالم بعض الدول تمتد فيها المجانية حتى الجامعة مثل فرنسا وبعض الدول لاتعرف المدارس الخاصة مثل السويد وإذا كانت هذه الدول غنية وقادرة فتجارب دول أخرى مثل ماليزيا فيها الرد الكافى والتى كان الوضع الاقتصادى فيها أسوا مما هو فى مصر وكانت تعانى من ارتفاع كبير فى أعداد التلاميذ بالفصول, إلا أن خطة للإصلاح الشامل للتعليم وضعت بعد تحقيق توافق وطنى على أنه لا نهضة اقتصادية بدون إصلاح التعليم وتم الاتفاق على أن تكون أولوية الموازنة العامة للتعليم وذلك لمدة عشر سنوات متتالية لتصبح ماليزيا من أقوى عشرين اقتصادا فى العالم، بينما التعليم مجانى بالكامل ومتاح للجميع وهكذا فعلت كوريا وهو ما تفعله الفليبين الآن، إذن العيب ليس فى المجانية إنما فى تحويلها إلى أكذوبة لأن الواقع يؤكد أن مصر لا تمتلك تعليماً وبالتالى لا توجد مجانية توجد فقط دروس خصوصية وكتب خارجية وشهادات غير صالحة لسوق العمل أو التعاطى مع الحياة إنها شهادات بختم الجهل.