نصت خريطة الطريق التى وضعت قبل 30 يونيو من قبل القوى السياسية والثورية والتى أقرت بدعم من الجيش المصرى فى 3 يوليو أن تبدأ الخريطة بدستور لكل المصريين، أن ننفذ ما كنا نسعى إليه بعد سقوط مبارك فى 11 فبراير 2011 بأن يكتب الدستور أولا، كان مطلبا ثوريا لم نفلح فى تنفيذه إلا فى المرحلة الانتقالية الثانية «فما ضاع حق وراءه مطالب» فها هو الدستور أولا وقبل كل شىء وقبل أى انتخابات فمن يأت به الصندوق سيعرف حقوقه وواجباته من خلال دستور يستفتى عليه الشعب.
ها نحن الآن نقول ونطبق أن الديمقراطية عملية طويلة تنتهى بالصندوق لا تبدأ به، لذلك أقول، إن إقرار الدستور بعد الاستفتاء هو فقط يجعلنا نضع قدمنا على طريق الديمقراطية، هو مجرد خطوة فى المشوار طويل.
الدستور خطوة قام بها مجموعة من خيرة أبناء مصر اتفقنا أو اختلفنا مع بعضهم، ولكنهم أدوا مهمتهم على أكمل وجه، ويكفى أنهم تعالوا على خلافاتهم وتنازل بعضهم وتمسك البعض الآخر، ولكن فى النهاية أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، أثبتوا أن المصريين باختلافهم يستطيعون أن يتفقوا من غير انسحاب أو تراجع أو هدم.
وهذا الإنجاز وحده ليس بالهين ولكنه إنجاز يثبت أن هناك من يكلف بمهمة من أجل رفعة هذا الوطن، فيبذل قصارى جهده من أجل إتمامه، فتحية لهم جميعا من رئيسها الذى أثبت للجميع حنكته كرجل دولة إلى مقررى لجانها وأعضائها فردا فردا، خطوة يجوز أنها تحمل فى طياتها بعض الشوائب العالقة التى لا بد أن نتلاشاها أو نعمل على تلاشيها فى الخطوات القادمة، ولكنها خطوة لا بد أن تنجز لأن المرحلة التى تمر بها البلاد لها وعليها استحقاقات ليست بقليلة، ولا أعنى بإنجازها أن نقول «نعم أو لا» للدستور ولكن أعنى أن نشارك فى الاستفتاء، أن نقول رأينا، أن نقرأ دستورنا، أن نتحفظ على البعض ونتمسك بالبعض، أن نعى ما لنا وما علينا، أن نقول بهذا الدستور قد حققنا هذه النسبة من طموحنا وسنحقق الباقى عن طريق مجلس شعب يمثلنا يساعدنا على تغيير ما نتحفظ عليه لو أجمع عليه الشعب.
الدستور خطوة تنقلنا من حالة الصراع وضياع الحقوق إلى حالة دسترة الحقوق، واعتراف الدولة بها دون محاولة للتهرب أو الالتفاف، تضمن استقرارا قائما على علاقة تبادلية بين التزام الدولة ووعى المواطن، خطوة على خارطة الطريق، تكملتها هى الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب الذى يهدف إلى تدمير بلادنا وقتل أبنائنا، الذى حتما سيفقد الأمل ويتوقف عندما يرانا نسير فى مسيرة بناء بلد بإرادة شعبية، إرهاب سيعلم أن ليس له مكان بيننا، ولن يجعلنا نتوقف عن حلمنا بمصر آمنة سالمة ديمقراطية.
الدستور خطوة لازمة لوحدها لا تكفى، فالأهم أن يتبع هذا الدستور بقوانين عادلة تتماشى مع ما يمنحه هذا الدستور من حقوق وواجبات، بالتوازى مع توعية الشعب المصرى بالدستور والقوانين التى تلحق به حتى يتمسك بحقه ويدافع عنه، لا نريد الدستور حبرا على ورق، ولكن نريد الدستور منهج حياة وحقوق مواطنين وعدالة تسير بين الناس، لسنا فى وقت دعوة الناس لتقول «نعم أو لا للدستور».
نحن فى وقت نحشد الشعب لقراءة الدستور وفهمه واستيعابه ورفع الوعى بأهمية أن يكون هناك دستور لكل المصريين، تليها فترة الحشد للمشاركة فى الاستفتاء، وتنتهى بفترة إقناع المواطنين برأيك سواء بنعم أو لا. يجب أن نعى التطور الفكرى والسياسى والمجتمعى الذى طرأ على المواطن المصرى خلال السنوات السابقة، وألا نستهين بعقله بحملات تسىء للدستور قبل أن تدعمه.
اقرأ.. افهم.. شارك.. صوت
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
مهما قلتى أو فعلتى لن نثق فيكى
فأنت من بتوع 25 يناير
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
العبره دائما بالنهايه - هل هذا الدستور سيحقق عدلا واستقرارا ونهضه - الاجابه لدى لا
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اما الدستور اقتصاديا فسوف يخلق الراسماليه والاقطاع واصحاب النفوذ وكله على نفوخ الشعب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
انا ساقول نعم للدستور لازاحة السفينه فقط بعيدا عن البركان وليس لابحارها لانها ستظل معطله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
باختصار - الدستور لكى ينجح لابد ان يواكبه عمليات تطهير واصلاح لكافة المؤسسات فى الدوله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد مصطفى
مشارك فى 25 يناير و 30 يونيو
عدد الردود 0
بواسطة:
salah
فاقد الشىء لا يعطيه
عدد الردود 0
بواسطة:
المغربى
انت و اصحابك عملاء و الناس لا تثق بكم
نحن لا نحبكم ولا نقبل اى كلام يصدر منكم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
الدستور به مواد هامة لم تحسم ولا يمكن الموافقة عليه بدون حسم هذه المواد
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الدين توفيق
كلام جميل