المقارنة ظالمة، وعبثية، فلا يمكن أن نقارن، بين رمز وطنى، خُلق من طين هذا البلد، ويحمل جنسيتها أبا عن جد، وبين أجنبى حصل على الجنسية المصرية فى عصر مبارك.
الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى لا يحتاج لدفاعى عنه، ولا تربطنى به أى مصلحة من أى نوع اللهم إلا إننى عملت معه منذ سنوات لمدة أشهر فى صحيفة الدستور، وتركتها، وكل علاقتى بالرجل من خلال مواقفه، وكتاباته، ورؤياه، وأيضاً لا تربطنى بالكاتب بلال فضل أى علاقة من أى نوع، اللهم إلا من خلال كتاباته، ومواقفه، ورؤياه، ومعرفتى بأخباره.
ومن بين معلوماتى المؤكدة أن بلال فضل كان قارئًا، عندما كان الأستاذ إبراهيم عيسى رئيسًا لتحرير صحيفة الدستور الأسبوعية، فى منتصف التسعينيات، وهى التجربة الرائدة، والتى لاقت استحسانا كبيرا، كصحيفة أسبوعية مستقلة، شابة يافعة وعفية، وفتحت الملفات المسكوت عنها بشكل مدهش ومثير أحدثت ردود أفعال كبيرة، مما ضاق نظام مبارك بها ذرعًا، وقرر إغلاقها.
فى تلك الأثناء، كان بلال فضل قارئا لجريدة الدستور، التى يرأس تحريرها الأستاذ إبراهيم عيسى، ويرسل خطابات لباب القراء، والتقطه الأستاذ، وقدمه ككاتب، ومنذ تلك اللحظة، انطلق بلال فضل اليمنى الأصل، المصرى الجنسية، وتنقل مع «عيسى» فى كل تجاربه فيما بعد، أى أن بلال فضل لحم كتافه من خير إبراهيم عيسى.
ورغم ذلك فوجئ الجميع الأسبوع الماضى، ببلال فضل، يشن هجومًا غريبًا على أستاذه - رغم أنفه - إبراهيم عيسى، لا لشىء إلا لأن «عيسى» اتخذ موقف المساند والداعم للشعب المصرى وجيشه، لكونه مصريًا أبا عن جد، ومخلوق من نفس الطين المغلف بطمى النيل، وسليل حضارة متجذرة، لأكثر من 7 آلاف سنة، متجاوزا كل تقاليد وأخلاقيات المهنة، وفى تجسيد للمثل الشعبى، «البيت بيت أبونا والغرب جايين يطردونا!!».
الحقيقة أنا لم أندهش أو أتعجب من موقف بلال فضل، لأننى لا أثق فى مواقفه ولا نواياه، فالرجل يمنى الأصل ومع ذلك لم يكتب مقالًا واحدًا ضد الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، أو تمجيد فى الثورة اليمنية، أو ما يرتكبه جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، فى بلاده الأصلية، من مجازر وتفجيرات، وانفلات أمنى مريع، وإنما كرس كل جهوده للنضال فى مصر، ضد شعبها وجيشها، وتدعيم جماعة الإخوان الإرهابية.
ليس بغريب على شخص مثل بلال فضل، شِبه مقيم فى تركيا، وزوجته التى تعمل فى موقع إخوان أون لاين، أن يساند ويدعم فى العلن تارة، وفى الخفاء تارة آخرى، مواقف الإخوان، ويشن حملات التشكيك فى جيش مصر العظيم - رغم أنفه وأنف نشطاء السبوبة ومراهقى 6 إبريل - فى محاولة لشق الصف بين الشعب وجيشه، وفى غيرة قاتلة لأن بلاده الأم لا تملك «كتيبة» واحدة من كتائب جيش مصر.
ويا للأسف أن النحانيح وأصحاب الشعر المضفر من العاطلين، نشطاء الفيس بوك وتويتر، يتأثرون ويتمايلون طربًا وإعجابًا بما يكتبه بلال بـ«فضل» مصر، الذى احتضنته، وكبرته، وفتحت له أبواب الشهرة، ليطعنها بخنجره المسموم، فى قلبها ومحاولا تشويه أبنائها، ويدوس بأقدامه على كل من كان له فضل عليه، خاصة أفضال الأستاذ إبراهيم عيسى.
وأحذركم وأحذر كل مصرى، من السم الذى يدسه بلال فضل فى عسل الكلام، ليتناوله الشعب مهددًا حياته بالفناء، فالرجل يمنى ليس منا ونحن لسنا منه، فهو يعيش طوال الوقت متنقلا بين المدن التركية، ويتناول من الموائد الأردوغانية، ولا يتأثر بوجع بلادنا وأهالينا فى النجوع والكفور، وعندما تخرب مصر - ولن يحدث - فسوف يركب أول طائرة، متجهة إلى إسطنبول ونحن نعيش على أطلال ما دمره بلال فضل.
دندراوى الهوارى
علاقة بلال فضل بتركيا واليمن.. وعلاقة إبراهيم عيسى بمصر!!
الأحد، 15 ديسمبر 2013 12:03 م