عادل السنهورى

«ثورة الأطباء» على الإخوان

الإثنين، 16 ديسمبر 2013 07:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث فى انتخابات التجديد النصفى لنقابات أطباء مصر هو «ثورة حقيقية وانقلاب شعبى جديد» على الإخوان واستفتاء جديد على انتهاء عصر الجماعة وانهيار سيطرتها على العمل النقابى فى مصر التى استحوذت عليه بالتواطئ السياسى بينها وبين نظام السادات ومبارك لتحقيق أغراض ومآرب عديدة.
الرئيس السادات – رحمه الله - حاول التخلص من اليسار والتيار الناصرى المعارض لسياساته، وضربه بعصا التيار الإسلامى بقيادة الإخوان الذين خرجوا من السجون إلى الحياة السياسية لتنفيذ الحلم المؤجل، وكانت البداية تحت حماية الرئيس الراحل من الجامعات ثم النقابات المهنية التى كانت امتداد طبيعى للجامعات وبمثابة نقطة الانطلاق لفرض انتشارها ووجودها السياسى والمجتمعى، ومحاولة تعويض ما فات، وبدأت فى تدشين منهجًا جديدًا بإنشاء قواعد بديلة كمؤسسات مجتمعية تكتسب شرعية قانونية وشعبية فكان المنفذ لذلك هى النقابات المهنية، فى تلك الفترة ظهرت القيادات الشبابية للجماعات الإسلامية فى آواخر السبعينيات كمرشحين للإخوان فى النقابات المهنية فى أوائل الثمانينيات مثل عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح وحلمى الجزار وأبوالعلا ماضى.
نظام مبارك سمح للإخوان بالنشاط داخل النقابات المهنية للخروج من مشاكله فى المواجهات الشرسة مع الحركات الإسلامية المسلحة والتعامل بالمرونة السياسية مع الجماعة الرافضة للعمل المسلح، مبارك ونظامه كان لديه تصور بأن دخول الإخوان العمل النقابى المهنى سيساعد على استيعابهم والسيطرة عليهم ولم يعِ خطورة التسامح معهم إلا فى وقت متأخر.
سيطر الإخوان على النقابات المهنية وفى أقل من عامين أصبحت لهم قوائم صريحة فى انتخابات النقابات المهنية منذ نهاية السبعينات وحتى بداية حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وبدأ التحول فى الرأى العام النقابى ضد الإخوان وبدأ مسلسل الانهيار والتصدع الإخوانى.
نقابة الأطباء هى «بيضة الديك» بالنسبة للإخوان منذ عام 84 وحتى الانتخابات الأخيرة، فمن خلال لجان النقابة وخاصة ما يسمى بـ«لجنة الإغاثة» تم تمويل أنشطة الجماعة وتم استقبال أموال ومساعدات من التنظيم الدولى للإخوان.
الهزيمة الأخيرة أمام «تيار الاستقلال» هى إعلان حقيقى لنهاية عصر الإخوان فى النقابات المهنية وانتصار حقيقى جديد لثورة يونيو وتأكيد شرعيتها، النتيجة بكل المقاييس كارثية بالنسبة للجماعة فسوف يسيطر تيار الاستقلال ويكشف «المستور» من ملفات الإخوان السرية داخل أكبر نقابة فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة