بشير العدل

"حرائر مصر" و"الحرم الجامعى".. وإرهاب الإخوان

الإثنين، 16 ديسمبر 2013 11:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحالة الجديدة التى يظهر بها عنف جماعة الإخوان المسلحين، فى مدن وجامعات بلدى مصر، تؤكد أن لديها إصرارا على مواصلة مسلسل هدم الدولة على أبنائها المخلصين، انتقاما منهم لرفضهم حكم الجماعة، الذى فضحه الشعب بأنه لايبغى سوى مصلحة التنظيم الدولى، وأنه لا اعتراف لديه بالوطن، ولا علاقة له لا بالدين الاسلامى الحنيف ولا بشريعته السمحاء، التى علمنا إياها نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، والتى تعنى مفاهيم التسامح، واحتواء الآخر، وعدم ترهيب وترويع الآمنين، ومعاملة الناس بالحسنى، والبعد عن غلظة القلب، وغير ذلك الكثير مما يعرفه الجميع عن الشريعة الاسلامية قبل أن تأتى جماعة الإخوان واتباعها، الذين يدعون زورا وبهتانا، أن فجر الإسلام ظهر فى مصر مع قدوم المعزول محمد مرسى لحكم البلاد.


ولأن الشعب المصرى بطبيعته، أقباطه ومسلموه، متدينون بطبيعتهم، فقد أعلنوا جميعا رفضهم لتلك السياسة ونظام الحكم الأنانى، وقرر التخلص منه حتى كان له ما أراد فى الإطاحة بحكم الجماعة ورئيسها المعزول محمد مرسى، فى إرادة شعبية جماعية ظللتها الوحدة الوطنية، وهو العمل الذى اعتبرته الجماعة وقاداتها إجراما بحق التنظيم الإرهابى، الذى قرر بدوره الانتقام من الشعب، ومن كل من عاونه على استرداد حريته التى سلبتها الجماعة، فمارست ضده كل مانهى عنه الدين الإسلامى، وغيره من الأديان، لتكشف الجماعة وعن صدق نية من جانبها، أنها لم تكن يوما تريد الدين وإنما السلطة.

وسعت الجماعة وكأنها تريد أن تؤدب الشعب على اختياره وإرادته، فاتبعت خططا وسيناريوهات جميعها تهدف إلى هدم الدولة على رؤوس المؤمنين بها، فحملت السلاح فى وجه أبناء الوطن، وواجهت مؤسسات الدولة، بشكل ينم عن أنها جماعة لاتعرف مصر أو معنى الوطن، ولجأت إلى أساليب الترهيب والتخريب والقتل والدمار مستغلة حماس الشباب، بعد أن صوروا لهم تلك الأعمال المنافية للوطنية وللدين، بأنها جهاد فى سبيل إعلاء الشريعة ونصرة الدين الإسلامى.

وبعد أن فشلت كافة محاولات الجماعة وأنصارها لإحداث حالة من عدم الاستقرار فى المجتمع عن طريق التظاهرات فى الشوارع، بهدف زعزعزة الأمن والاستقرار بسبب الحملات الأمنية الموسعة، لجأت الجماعة إلى أسلوب جديد ضمن أساليبها المفضوحة، وهو لجوء بعض الطلاب إلى العنف متحصنين بالحرم الجامعى، وساحات العلم مستغلين قيود دخول قوات الأمن إليها، فمارسوا العنف والإرهاب بداخلها ليدنسوا محراب العلم بأفعالهم الإجرامية، التى يقوم بها عدد قليل من طلاب جماعة الإخوان، تساندهم فى ذلك حشود من الخارجين على القانون والمأجورين، دخلت إلى الحرم الجامعى لتمارس فيه أعمال البلطجة والدمار، لينتقل اجرام الجماعة وأنصارها من الشوارع إلى الجامعات، مستغلينها كحصون وقلاع علمية.

ولم تقف الممارسات داخل الحرم الجامعى فى كثير من مدن ومحافظات بلادى مصر عند عند حرق المكاتب وتدمير المنشآت، بل تعدى الأمر ذلك إلى حد الاعتداء على الاساتذة ومحاصرتهم فى مكاتبهم، وكلها أعمال لايمكن أن تصدر عن الطلاب الحقيقيين الذين يتسمون بالعلم والخلق الحميد، ليتضح أن مايحدث داخل الجامعات لايختلف عن أعمال البلطجة التى تشهدها الشوارع والميادين منذ الإطاحة بالمعزول مرسى، وأن الذين يمارسون تلك الأعمال لا يمكن أن يكونوا من المنتمين للجامعات أو المدارس المصرية.

وتهدف الجماعة من وراء ذلك إلى جر قوات الأمن إلى صدامات داخل الحرم الجامعى، حتى تفتح الباب لانتقادات دولية، وأيضا محلية من جانب الجهات التى تدعى أنها مدافعة عن حقوق الإنسان، بأن قوات الأمن اقتحمت الحرم الجامعى، واعتدت على الطلاب، وماهم بطلاب، فى محاولة جديدة لفتح باب الانتقادات الدولية على الحكومة، وهو الأسلوب الذى تسعى الجماعة إلى تحقيقه معتمدة على الضغط الخارجى، وذلك بعد أن فشلت فى مواصلة الحشود فى الشوارع التى استطاع الشعب أن يواجهها ويحد منها إلى درجة كبيرة.

أسلوب آخر اعتمدته الجماعة المسلحة بهدف جر الحكومة وأجهزة الدولة للوقوع تحت الانتقادات الدولية، وهو تصدير النساء والفتيات فى مشاهدهم التخريبية، فكانت قضية فتيات ونساء الإسكندرية، فرصة أمام الجماعة وآلة الدعاية الإعلامية التابعة لها لتأليب الرأى العام الدولى على مصر، وهو سيناريو تتبعه الجماعة فى اعتقاد من جانبها أنها تستطيع أن تستميل القوى الدولية لممارسة الضغط على الحكومة لتحقيق أهداف الجماعة فى تعطيل الاستفتاء على الدستور، الذى يمثل الخطوة الأخيرة فى إعادة إصلاح ما أفسده الإخوان.

وقد خاب مسعى الجماعة فى استغلال تلك القضية التى ادعت خلالها أن السلطة تقهر وتعتدى على حرائر مصر، بعد أن تم التعامل القضائى معها لاعتبارات انسانية بحتة، وتم تخفيف الأحكام الصادرة بشأنها مع إيقاف التنفيذ، لتمارس الفتيات والنساء العنف باسم الجماعة بالجامعات وفى محيطها، فاختفى رجال الاخوان وظهرت النساء والفتيات تمارسن مايتنافى مع طبيعتها وخصوصيتها التى يجلها الجميع، فمارست باسم الإخوان العنف والبلطجة لتحقيق الهدف الخبيث للجماعة بأن الدولة تعتدى على الحرائر، وهو الهدف الذى فطنت إليه الدولة وتعاملت معه بحذر شديد.

جماعة الإخوان إذن فى كل خطوة تخطوها نحو هدم الدولة المصرية تأخذ دائما فى الاعتبار العالم الخارجى، وفكرة ممارسة الضغط على الحكومة، وإن استطاعت لن تتوقف عن مقاضاتها دوليا، وذلك كله بهدف إضعاف الدولة وتعطيل حركة سيرها نحو الاستقرار.

غير أن خطط وسيناريوهات الجماعة والتى آخرها حرائر مصر والحرم الجامعى، لن تجدى معها نفعا، بل تضيف إلى كراهيتها كرها جديدا من عامة الشعب، وسخطا على اللائى يمارسن اعمالا تخالف ماجاء به الدين، خدمة لأهداف الجماعة، فتلك الخطط والسيناريوهات لن تنجح فى هدم مؤسسات الدولة، وسوف تهوى كل قلاع يتحصن بها ارهاب الاخوان، وذلك لاعتبارات كثيرة اهمها ان الشعب فقد الثقة بالجماعة وبكل من يناصرها، والتف حول اجهزة الدولة فى محاولة للوصول بالوطن إلى حالة الاستقرار التى ينشدها أبناء بلادى مصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة