هذا رجل يرتكز على أعمدة من البحث الجاد والمعرفة الشاملة، يعمل من خلال الواقعية والشفافية، المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، رسم منذ بداية عمله خريطة للأزمات السابقة، ورسم معها طرق الخروج منها، وعلى مدار ساعتين قضتيها معه، بحضور كبار قيادات وزارة البترول ومنهم رؤساء الشركات القابضة، تحدث الوزير كما لم يتحدث من قبل، كانت ندوة مليئة بالأفكار والقرارات، أحسست بعدها أننا سوف نخرج من الأزمات المتراكمة والمتوارثة إلى بر الأمان، وترسو بعدها الأجيال إلى مستقبل باهر وأفق منطلق، أهم ما لفت نظرى فى هذا الجمع هو أن الوزير تمكن من تحقيق سيمفونية حب تربط بينه وبين رؤساء الشركات التابعة له، شاهدت التعاون بينهم، فهو زميل لهم باعتباره ابن الوزارة، ودارت المناقشات التى استقرت جميعها على ضرورة إصلاح سلبيات الماضى، والإسراع فى تنفيذ خطة تسعى إلى الشفافية بمعناها الأشمل والأدق والأكثر مصداقية، المهندس شريف إسماعيل، أكد أنه لن يكون أمامنا سوى صياغة أسلوب جديد، وهذا هو التحدى الذى سننجح فيه، لقد ورث الوزير أوضاعاً متدهورة، ففى قطاع الطاقة يمكننا بسهولة تامة إدراك حجم التناقضات المذهلة نتيجة لإحجام وتقاعس الوزارة، إذ يكفى أن نقول إن ثروات مصر التعدينية مهددة بسبب القوانين المتهالكة، ولكل هذا لن يتم إصلاح فاتورة دعم الطاقة التى وصلت إلى 128 مليار جنيه سنوياً، بنسبة %20 من الموازنة العامة، إلا بتغيير المنظومة الكاملة لإنتاج وتوزيع الطاقة.. ويؤكد وزير البترول أنه قد بدأ بالفعل بتفعيل البطاقة الذكية للبنزين والسولار، وسوف يتم تعديل اللائحة التنفيذية للمحاجر ومناطق التعدين لتضخ دخلاً كبيراً للاقتصاد المصرى الوطنى، أحسست بالوزير وهو يتحدث وكأنه يبحث عن المثاليات، وعن مصر الثورة التى نرسمها فى مخيلتنا قبل أن نزرع بذورها فى دماء الأرض المصرية.
يتحدث وزير التبرول من منطلق مسؤوليته.. باعتبار أن قطاع البترول هو إحدى دروع
المستقبل فى مصر وعليه يعلو بناء التنمية، والمهندس شريف إسماعيل يتمتع بإخلاص شديد فى تخصصه، وثقة تامة من قبل العاملين معه، لأنه يمتلك نظرية الإدارة الحديثة القائمة على الدراسات والأسس العلمية، والوزير يمتلك طموحاً غير محدد. قادرا على رسم السياسات، ولهذا فهو يؤمن حين يتحدث بكل معانى ومقومات الخبرات العظيمة التى تمتلكها مصر، ومهمة الوزير وضع استراتيجية متكاملة للطاقة بالبلاد على أن تستكملها الحكومات المقبلة وليس الوزير وحده الذى يقع عليه تنفيذ هذه الاستراتيجية، بل وزارة البترول جميعها لابد من تضافر الجهود بالدولة من رئيس الدولة حتى رئيس الحكومة، كذلك يضع الوزير فى قمة أولوياته قضية إصلاح منظومة الدعم التى لا تفى أبداً بتحريك أسعار المنتجات البترولية، ولكن استخدام بدائل متعددة، الوزير هنا يعمل من خلال خطة الوزارة لترشيد أسعار المنتجات والتى تستمر خمس سنوات، هى منظومة الدعم، وهناك اتفاقيات ستعرض على مجلس الوزراء الأسبوع القادم بهذا الشأن، وقد وقع المهندس شريف إسماعيل عدة اتفاقيات لاستثمارات قيمتها 710 ملايين دولار هو يحلم.. ويفعل بالاعتماد على توريد الطاقة من الفحم ليصل إلى نسبة %10 بدلاً من %1، هذه كانت بعض أفكار وأحلام الوزير، وعلى مدى ساعتين شرفت بهذا الكم من الحقائق فى الندوة التى قال فيها كل شىء، وناقش خلالها كل الأزمات، هذا وزير لا يهدأ، يعمل من أجل الغد قبل أن يعمل لأجلنا.