إذا استثنينا حزب النور وأعضاءه وأنصاره الداعمين والمؤيدين للتصويت لصالح الدستور الجديد، فالقوة العددية لجماعة الإخوان وأذرعها السياسية من الجماعة الإسلامية والوسط ومصر القوية التى أعلنت موقفها الرافض والمقاطع للتصويت على الدستور لا تتجاوز فى أغلب الأحوال وعلى أكثر تقدير نسبة 10 أو 15 بالمائة من إجمالى عدد المصريين الذين يحق لهم التصويت الذى قدره جهاز التعبئة والإحصاء بحوالى 53 مليون شخص، والانتخابات الرئاسية فى الجولة الأولى كشفت الحجم الحقيقى لهذا التيار الذى صوت للرئيس المعزول ضد باقى المرشحين ولم يتجاوز حاجز الـ6 ملايين صوت انتخابى، بالتالى التهديدات التى يخرج بها علينا قيادات الصف الثانى من جمعية «الأرهابيين القدامى» التى تسمى بالجماعة الإسلامية بمقاطعة الاستفتاء أو الحشد للتصويت بـ«لا» على الدستور منتصف يناير المقبل لا تمثل أى قيمة سياسية ولا تملك القوة المؤثرة فى نسبة التصويت فى حالة إذا خرجت ملايين المصريين إلى لجان التصويت على الدستور لتظهر مدى ضآلة هذه الشراذم التى هربت قيادتها إلى الخارج تحت جنح الليل وشبهت أنفسها - والعياذ بالله - بالأنبياء والقديسين الفارين من اضطهاد الحكام مثل الإرهابى المتقاعد عاصم عبدالماجد الذى شبه سفره – أو هروبه على وجه الدقة - بهجرة النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، هذا الإرهابى القاتل يشبه نفسه بالرسول الكريم ونسى أن الرسول كان خلقه القرآن ولم تلوث يده بدماء أهله وعشيرته أو حتى بدماء الذين طردوه من مكة وتحلى بالخلق العظيم فى العفو والتسامح، أما هو فقد شارك فى قتل العشرات من الضباط والجنود فى أسيوط فى بداية الثمانينات ومازال رافضًا للاعتراف بجريمته الشنعاء والندم على ما فعل، بنفس الطريقة أيضا هرب الإرهابى الآخر طارق الزمر الذى فشل فى الاختباء وراء قناع التائب والمثقف والنجم الفضائى وكشف عن وجهه الحقيقى على منصة رابعة بتهديد المصريين بأن يسحقهم فى 30 يونيو.
مهما بلغت تهديدات فلول الجماعة الإرهابية من مقاطعة الاستفتاء وادعاؤها بأنها تمتلك التأثير لتحريض الناس على التصويت بـ«لا» فلن تؤثر فى جموع المصريين الذين سيعطون درسًا قاسيًا جديدًا لدعاة الإرهاب والظلام.