الرقابة والمتابعة هما سر الحصول على أى خدمة حرفية جيدة فى مصر، جرب بنفسك وستكتشف أن قاعدتك بالدنيا، وأذكر أنى قضيت 3 سنوات فى تشطيب شقة لا تحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب عدم المتابعة والرقابة على الأسطوات ناهيكم عن حجم الخسائر التى نتجت عن التركيب الأعمى للباركيه والسيراميك وكأنى بتكلم معهم بالهندى، حتى تركيب المرايا كان كارثة صحية فقد منحنى القدر صنايعى طوله 150 سم ليركب المرايا على مستوى طوله وحتى الآن أحلق ذقنى وأنا فى حالة إنحناء غريب تبشر بكهولة مبكرة، المهم من كل ذلك أنى تعلمت أن أتابع وأراقب بدقة جميع الخدمات الحرفية التى أطلبها تحت شعار (مكانك خليك مكانك هيخرب بيتك ويوقف حالك) فالحرفى المصرى يبدع فى استفزازك وحرق دمك إما فى الوقت أو فى التنفيذ أو فى التكاليف و(المصنعية) فهو أبعد ما يكون عن الالتزام والحرفية ولو قابلت منهم ملتزمًا فحافظ عليه وارعه كأولادك وارسل رقم هاتفه للعبد لله حتى أدرس تلك الحالة النادرة واستفيد منها، ولا تتوقف أهمية الرقابة والمتابعة على الحرفيين بل تشمل كل أنماط الشعب من مهنيين وموظفين وحتى الوزراء وكل الدراسات العلمية اهتمت بالموظف الحكومى فى مصر وأكدت أن متوسط ساعات عمله لا تتعدى النصف ساعة كل يوم مما يعنى عدم وجود أى مراقبة أو متابعة لهؤلاء الموظفين رغم أن الرقابة والمتابعة تعتبر من أهم مقومات العمل الإدارى على مستوى العالم فلا يوجد هيكل تنظيمى لمؤسسة عامة أو خاصة بدون إدارة متخصصة فى ذلك ورغم أن جميع الوزارات والهيئات الحكومية المصرية لا تخلو من هذه الإدارة إلا أنها فى حاجة لإدارة أخرى لمتابعتها ورقابتها وتلك معضلة إدارية ننفرد بها عن بلاد العالم، ومعظم الكوارث التى تحدث فى النقل والقطارات أو الحرائق العامة أو حالات التسمم الجماعى، إلخ. تأتى كنتيجة لضعف أو انعدام الرقابة والمتابعة للمرافق والخدمات والقائمين عليها، بل إن جميع الأزمات الغذائية والغلاء وأزمات نقص البنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز كلها بسبب ضعف الرقابة والمتابعة على السوق وعدم وجود قوانين صارمة فى مواجهة التجاوزات، لذلك قبل أن نتحدث عن أى إصلاح اقتصادى يجب أن نجد طريقة لإصلاح هذا العبث.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
احلى ما فى المقال ،انه محتاج مراقبة ومتابعة ونسف حتى لا يتم اشتغاله ! كيف؟
عدد الردود 0
بواسطة:
magdy
الي رقم واحد