جنون تام، الوصف الأمثل لممارسات جماعة الإخوان الإرهابية فى الشارع الآن.. إشعال الجامعات بالقاهرة، فى محاولة مستميتة لتعطيل الدراسة، استهداف الأفراد المحبين للفريق السيسى بالقتل وتقديم نماذج وحشية مروعة على الطريقة الإسرائيلية فى حق الفلسطنيين، والخروج فى مظاهرات هدفها الوحيد إسقاط ضحايا للمتاجرة بدمائهم، دون أن يكون لدى الجماعة أى رؤية سياسية اللهم إلا التشبث بصورة فى خيال منظريها وقياداتها عن إسقاط الدولة المصرية واستعادة الحكم المفقود!
وإذا كنا نعلم طبيعة القيادة الهرمية فى الجماعة الإرهابية واستحالة قيام الأفراد بأفعال وممارسات على الأرض دون توجيهات فوقية متسلطة وصولاً إلى القواعد، نفهم أن القيادات التى تتولى إدارة شؤون الجماعة اختارت خيار شمشون ضد الدولة وضد نفسها ولم تعد تفكر فى مراجعة أو خط رجعة أو احتمالات خسارة يتحتم العمل معها على سيناريوهات جديدة.. لا، الكهنة فى كهوفهم اختاروا رفع الصنم الجديد «رابعة» وعبادته فى كل المناسبات وكأنه إله العجوة لدى الجاهليين، كما اختاروا الانتقام من الشعب المصرى، وهم متصورون أنهم قادرون على الفوز أو حتى تكبيد الشعب خسارة فادحة!
والمحصلة حتى الآن فى المستقبل القريب، ممارسات مجنونة يائسة من أعضاء الجماعة، لا تؤتى إلا مزيداً من الكراهية والعنف المضاد تجاههم ومزيداً من السقوط فى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، سواء البرلمانية أو الرئاسية أو النقابات المهنية، والأمر أشبه بالدائرة، أو الأوانى المستطرقة، مزيد من جنون الجماعة يؤدى إلى مزيد من كراهيتها فى الشارع وتعظيم خسارتها شعبيًا، وبالتالى مزيد من التعصب والغلو داخلها، وهكذا وصولاً إلى فنائها ومحوها بإذن الله.
لكن العجيب فى الأمر، أن يخرج عدد من الكتاب المتأسلمين أو المحسوبين على التيار الإسلامى - حسب ما يحلو لهم أن يرددوا - ليقوموا بمهمة محامى الشيطان، ويقلبوا الحقائق على طريقة «لماذا يكرهوننا أولئك القومجيون واليساريون والليبراليون والبسطاء الشعبيون، وأعضاء النقابات المهنية والعمال والفلاحون؟» محامو الشيطان يتساءلون فى براءة الحملان أسئلة الذئاب، وهم أدرى بما ترتكبه الذئاب من جرائم وحشية.. وسبحان الله عما يصفون!