اكتشف كهنة النظام أن التمثيل الصورى للشباب ضرورة قومية، اكتشفوا فجأة أنهم المستقبل، وأنه يجب وضعهم فى الخلاط لكى يشعر أقرانهم أن الثورة التى فجروها نجحت، منذ ثورة يناير والكل يتحدث عن دور الشباب فى المرحلة والتنمية ورسم الخريطة وما إلى ذلك، تم اختزالهم فى بعض الوجوه التى احتكرت الحديث باسم الشباب وباسم مصر بالطبع، والثورة قبل وبعد، اخترعوا لهم لجنة تحمل اسمهم فى المجلس الأعلى للثقافة إلى جوار لجان الشعر والقصة والمسرح والسينما، تعاملوا معهم كأنهم نوع أدبى جديد.
مقرر اللجنة واحد من وجهاء الحركة الوطنية هو أحمد بهاء الدين شعبان، الذى لا يختلف عليه اثنان، ولكنه ليس شابا، ولا أعرف لماذا وافق؟ وضمت عددا كبيرا من الوجوه الرائعة التى أعرفها عن قرب، وأثق فى صدقها، ولكن المشكلة هى الترضية السياسية لمجموعة موجودة على كل منصات الوطن البلاغية.
لجنة لا يوجد بها ممثل للدعاة مثلا أو العمال أو طلاب الجامعات، وتتعامل مع نفسها كأنها منتخبة، ومن حقها التفكير نيابة عن كل الشباب، وتخيلت أيضا أنها ستقرر وتتحرك بنفسها فى الوزارات لتنفيذ القرارات، لجنة يتعارك أعضاؤها فى الصحف على مسائل شخصية وعلى من أكثر وطنية ممن؟ اعتقد أننا لسنا فى حاجة إلى لافتة يجلس تحتها الشباب، وزير خارجية النمسا الجديد عمره 27 سنة، وانت رئيس وزرائك من شباب ثورة يوليو، نحن فى حاجة إلى الروح الشابة الموجودة فى كل الأجيال وليس فى جيل واحد، سيكبر هؤلاء وهم محاصرون بالصور التى رسموها لأنفسهم، نحن فى حاجة إليهم خارج الأطر التى حددتها السلطة لهم، نحتاجهم منتجين ومبدعين أكثر، لسنا فى حاجة إلى نشطاء سياسيين ولكننا فى حاجة إلى سياسيين.